responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 170

لما مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خرج الحطم بن ضبيعة، في بني قيس [1] بن ثعلبة و من اتّبعه من بكر بن وائل على الردّة، و من تأشّب [إليه‌] [2] من غير المرتدّين ممن لم يزل كافرا، حتّى نزل القطيف و هجر، و استغوى [الخطّ و] [2] من كان بهما من الزّطّ و السيابجة، و بعث بعثا إلى دارين فأقاموا] [2] له ليجعل عبد القيس بينهم و بينه، و كانوا مخالفين له يمدّون [المنذر و] [2] المسلمين، و أرسل إلى الغرور بن سويد/ بن المنذر بن أخي النعمان بن المنذر، فقال له: اثبت فإني إن ظفرت ملّكتك البحرين، حتّى تكون كالنّعمان بالحيرة. و بعث إلى رواثا و قيل إلى جؤاثا، فحاصرهم و ألح عليهم، فاشتدّ الحصار على المحصورين من المسلمين، و فيهم رجل من صالحي المسلمين يقال له عبد اللّه بن حذف، أحد بني أبي بكر بن كلاب، فاشتدّ عليه و عليهم الجوع حتّى كادوا يهلكون، فقال عبد اللّه بن حذف:

شكوى المحصورين من المسلمين إلى أبي بكر

ألا أبلغ أبا بكر رسولا

و فتيان المدينة أجمعينا

فهل لكم إلى قوم كرام‌

قعود في جؤاثا محصرينا

/ كأنّ دماءهم في كل فج‌

شعاع الشمس يعشى الناظرينا

توكّلنا على الرّحمن إنا

وجدنا النّصر للمتوكلينا

قتال أهل الردة بالبحرين‌

حدّثني محمد بن جرير قال كتب إلى السريّ بن يحيى عن شعيب بن إبراهيم، عن سيف بن عمر، عن الصقعب [3] بن عطية بن بلال، عن سهم بن منجاب، عن [منجاب‌] [4] ابن راشد قال:

بعث أبو بكر العلاء بن الحضرمي على قتال أهل الردّة بالبحرين، فتلاحق به من لم يرتدّ من المسلمين [5]، و سلك بنا الدّهناء حتّى إذا كنا في بحبوحتها أراد اللّه عزّ و جل أن يرينا آية، فنزل العلاء و أمر الناس بالنزول، فنفرت الإبل في جوف الليل، فما بقي بعير و لا زاد و لا مزاد [6] و لا بناء- يعني الخيم قبل أن يحطّوا- فما علمت جمعا هجم عليه من الغمّ ما هجم علينا، و أوصى بعضنا إلى بعض، و نادى منادي العلاء: اجتمعوا. فاجتمعنا إليه فقال:

ما هذا الذي ظهر فيكم و غلب عليكم؟ فقال الناس:/ و كيف نلام و نحن إن بلغنا غدا لم تحم شمسه حتّى نصير حديثا. فقال: أيّها الناس، لا تراعوا، أ لستم مسلمين؟ أ لستم في سبيل اللّه؟ أ لستم أنصار اللّه؟ قالوا: بلى. قال:

فأبشروا، فو اللّه لا يخذل اللّه تبارك و تعالى من كان في مثل حالكم. و نادى المنادي بصلاة الصبح حين طلع الفجر، فصلّى بنا و منا المتيّمم و منا من لم يزل على طهوره، فلما قضى صلاته جثا لركبتيه، و جثا الناس معه، فنصب [7] في‌


[1] في الطبري (3: 255) «أخو بني قيس».

[2] التكملة من الطبري. و تأشبوا: تجمعوا من هاهنا و هنا.

[3] في «الطبري»: «الصعب».

[4] التكملة من أ، مب و الطبري.

[5] اختزل أبو الفرج قدرا كبيرا من نص الطبري في أول هذا الخبر.

[6] كذا في الطبري. و في الأصول ما عدا مب، ها «مراد» بالراء المهملة.

[7] نصب ينصب في الدعاء، إذا تعب فيه و اجتهد. و به فسر قوله تعالى: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ‌ أي اتعب في الدعاء.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست