دليلهم ثمّ هرب منهم و مات
فرعان في أيديهم عطشا، و هلك منهم ناس كثير بالعطش. و جعل الحطم يسوق بأصحابه سوقا
عنيفا [1]. حتّى نجوا و وردوا الماء. فقال فيه رشيد:
هذا أوان الشدّ
فاشتدّي زيم
ليس براعي إبل و لا غنم
و لا بجزّار على ظهر
و ضم
نام الحداة و ابن هند لم ينم
باتت يقاسيها غلام
كالزّلم
خدلجّ السّاقين خفّاق القدم
قد لفّها الليل
بسوّاق حطم
فلقّب يومئذ «الحطم» لقول رشيد هذا فيه.
و أدرك الحطم الإسلام
فأسلم، ثم ارتدّ بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
إسلام الجارود بن
المعلى
حدّثنا محمد بن جرير
الطبري قال حدّثنا عبد اللّه بن سعد [2] الزهري قال أخبرنا عمي يعقوب قال: أخبرني
سيف قال:
خرج العلاء بن الحضرميّ
نحو البحرين، و كان من حديث البحرين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لما
مات ارتدّوا [3] ففاءت عبد القيس منهم، و أمّا بكر فتمّت على ردّتها. و كان الذي
ثنى عبد القيس الجارود بن المعلّى.
/ فذكر
سيف عن إسماعيل بن مسلم [عن الحسن بن أبي الحسن قال:
قدم الجارود بن المعلّى
على النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم مرتادا، و قال: أسلم يا جارود. فقال: إنّ لي
دينا. فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إنّ دينك يا جارود ليس بشيء، و ليس
بدين. فقال له الجارود: فإن أنا أسلمت فما كان من تبعة في الإسلام فعليك؟ قال:
نعم] [4]. فأسلم و أقام بالمدينة حتّى فقه.
خبر المنذر الغرور
حدّثنا محمد بن جرير قال
حدّثنا محمد بن حميد، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل عن أبي إسحاق قال:
اجتمعت ربيعة بالبحرين،
فقالوا: ردّوا الملك في آل المنذر، فملّكوا المنذر بن النعمان بن المنذر، و كان
يسمّى الغرور، ثم أسلم بعد ذلك و قال: لست بالغرور و لكنّي المغرور.
ارتداد الحطم و تأليبه
للقبائل
حدّثنا محمد بن جرير قال:
حدّثنا عبد اللّه بن سعد [5] قال: أخبرني عمي قال أخبرنا سيف عن إسماعيل بن مسلم
عن عمير بن فلان العبدي قال:
[1]
بعده سقط في ط إلى ما قبل (ذكر علي بن
أديم) بسطر واحد.
[2]
في الطبري: (3: 254) «عبيد اللّه بن سعيد». و في
«الأصول»: «عبيد اللّه بن سعد» و أثبت
ما في «تهذيب التهذيب».
[3]
نص الطبري «أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و المنذر بن ساوى
اشتكيا في شهر واحد، ثم مات المنذر بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بقليل و ارتد
بعده أهل البحرين».
[4]
التكملة من «تاريخ الطبري» (3: 254) في حوادث سنة 11.
[5]
في «الأصول»: «عبيد اللّه بن سعد». و انظر ما سبق في ص 255.