و الصنعة فيه له. فقال له
إسحاق: أحبّ أن تلقيه على بديح. ففعل. فلما صلّيت العشاء انصرف ذكاء، و قعد أبو
جعفر يشرب- يعني مولاه [1]- و عنده قوم، و تخلّف صغير فغنّانا، فقال له إسحاق: أنت
و اللّه يا غلام ماخوريّ.
و سكر محمد بن إسماعيل في
آخر النّهار فغنانا:
دعوني أغصّ إذا ما
بدت
و أملك طرفي فلا أنظر
/ فقال إسحاق لمحمد بن الحسن: آجرك اللّه في ابن عمّك!
أي قد سكر فأقدم على الغناء بحضرتي.
نسبة هذا الصوت
صوت
هبوني أغضّ إذا ما
بدت
و أملك طرفي فلا أنظر
فكيف احتيالي إذا ما
الدموع
نطقن فبحن بما أضمر
أيا من سروري به شقوة
و من صفو عيشي به أكدر
أ منّي تخاف انتشار
الحديث
و حظّي في ستره أوفر
و لو لم أصنه لبقيا
عليك
نظرت لنفسي كما تنظر
الشعر للعباس بن الأحنف، و
الغناء للزبير بن دحمان، ثقيل أول بالوسطى عن عمرو في الأبيات الثلاثة الأول. و
فيها لعمرو بن بانة ماخوريّ. و في:
أيا من سروري به شقوة
لسليم هزج. و فيه ثاني
ثقيل ينسب إلى حسين بن محرز، و إلى عباس منقار.
عروضه من الرجز. الشعر
لرشيد بن رميض العنزي يقوله في الحطم، و هو شريح بن/ ضبيعة، و أمّه هند بنت حسّان
بن عمرو بن مرثد، و الغناء ليزيد حوراء، خفيف ثقيل أوّل بالبنصر، و فيه خفيف رمل
يقال إنّه لأحمد المكي.
الحطم و نجاته بقومه في
المفازة
قال أبو عبيدة: كان شريح
بن ضبيعة غزا اليمن في جموع جمعها من ربيعة، فغنم و سبى بعد حرب كانت بينه و بين
كندة، أسر فيها فرعان [3] بن مهديّ بن معد يكرب عم الأشعث بن قيس، و أخذ على طريق
مفازة فضلّ بهم
[1]
أي مولى ذكاء، و هو أبو جعفر أحمد بن
يوسف بن القاسم بن صبيح، كاتب المأمون. توفي سنة 213، «تاريخ بغداد» 2692، ما عدا ط، ها «يغني مولاه»، تحريف.