responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 163

خطبته‌

أيّها الناس اسمعوا وعوا، من عاش مات، و من مات فات، و كلّ ما هو آت آت. ليل داج، و سماء ذات أبراج، بحار تزخر، و نجوم تزهر [1]، و ضوء و ظلام، و برّ و آثام، و مطعم و مشرب، و ملبس و مركب. مالي أرى الناس يذهبون و لا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا فناموا. و إله قسّ بن ساعدة ما على وجه الأرض دين أفضل من دين قد أظلّكم زمانه، و أدرككم أوانه، فطوبى لمن أدركه فاتّبعه، و ويل لمن خالفه. ثم أنشأ يقول:

في الذّاهبين الأوّلي

ن من القرون لنا بصائر

لمّا رأيت مواردا

للموت ليس لها مصادر

و رأيت قومي نحوها

يمضي الأصاغر و الأكابر

أيقنت أنّي لا محا

لة حيث صار القوم صائر

فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: «يرحم اللّه قسّا، إني لأرجو أن يبعث يوم القيامة أمّة وحده» [2].

قصة شعر منسوب إلى قس‌

فقال رجل يا رسول اللّه: لقد رأيت من قسّ عجبا. قال: و ما رأيت؟ قال: بينا أنا بجبل [3] يقال له سمعان [4] في يوم شديد الحرّ، إذ أنا بقسّ بن ساعدة تحت ظلّ شجرة عند عين ماء، و عنده سباع، كلما زأر سبع منها على صاحبه ضربه بيده و قال: كفّ حتى يشرب الذي ورد قبلك. قال: ففرقت [5]، فقال: لا تخف./ و إذا أنا بقبرين بينهما مسجد، فقلت له: ما هذان القبران؟ قال هذان قبرا أخوين كانا لي فماتا، فاتّخذت بينها مسجدا أعبد اللّه جلّ و عزّ فيه حتّى ألحق بهما. ثم ذكر أيامهما فبكى، ثم أنشأ يقول:

خليلي هبّا طالما قد رقدتما

أجدّكما لا تقضيان كراكما

أ لم تعلما أنّي بسمعان مفرد

و ما لي فيه من حبيب سواكما

أقيم على قبريكما لست بارحا

طوال الليالي أو يجيب صداكما

كأنّكما و الموت أقرب غاية

بجسمي في قبريكما قد أتاكما

فلو جعلت نفس لنفس وقاية

لجدت بنفسي أن تكون فداكما

فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: «يرحم اللّه قسّا».

الشعر السابق لعيسى بن قدامة

و أما الحكاية عن يعقوب بن السكيت أنّ الشعر لعيسى بن قدامة الأسدي فأخبرني بها عليّ بن سليمان الأخفش، عن السكوني قال: قال يعقوب بن السكيت:


[1] تزهر: تتلألأ و تضى‌ء.

[2] الأمة: الرجل المنفرد بدين، كقوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً. و جاء مثله الحديث أنه قال «يبعث يوم القيامة زيد بن عمرو بن نفيل أمة على حدة». و ذلك أنه كان تبرأ من أديان المشركين و آمن باللّه قبل مبعث الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم.

[3] إلى هنا ينتهي سقط ط الذي بدأ في ص 245.

[4] سمعان بالكسر: جبل في ديار بني تميم.

[5] فرقت، بكسر الراء من الفرق، و هو الخوف و الفزع.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست