قال عيسى بن قدامة
الأسديّ، و كان قدم قاسان [1]، و كان له نديمان فماتا، و كان يجيء فيجلس عند
القبرين، و هما براوند [2]، في موضع يقال له خزاق، فيشرب و يصبّ على القبرين حتّى
يقضي و طره، ثم ينصرف و ينشد و هو يشرب:
و أخبرني ابن عمّار أبو
العباس أحمد بن عبيد اللّه بخبر هؤلاء، عن أحمد بن يحيى البلاذري قال: حدّثنا عبد
اللّه بن صالح بن مسلم العجليّ قال:
بلغني أنّ ثلاثة نفر من
أهل الكوفة كانوا في الجيش الذي وجّهه الحجاج إلى الدّيلم، و كانوا يتنادمون لا
يخالطون غيرهم، فإنّهم لعلى ذلك إذ مات أحدهم فدفنه صاحباه، و كانا يشربان عند
قبره، فإذا بلغه الكأس هراقاها على قبره و بكيا. ثم إنّ الثاني مات فدفنه الباقي
إلى جنب صاحبه، و كان يجلس عند قبريهما فيشرب و يصبّ الكأس على الذي يليه ثم على
الآخر و يبكي، و قال فيهما:
نديمي هبّا طالما قد
رقدتما
و ذكر بعض الأبيات التي
تقدم ذكرها. و قال مكان «براوند هذه»: «بقزوين»، و سائر الخبر نحو ما
ذكرناه. قال ابن عمار: فقبورهم هناك تعرف بقبور الندماء.
نسبته إلى الحزين بن
الحارث
و ذكر العتبي عن أبيه أن
الشّعر للحزين بن الحارث، أحد بني عامر بن صعصعة، و كان أحد نديميه من بني
[1]
قاسان، و أهلها يقولون كاسان: مدينة
كانت بما وراء النهر في حدود بلاد الترك، ياقوت.