responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 164

قال عيسى بن قدامة الأسديّ، و كان قدم قاسان [1]، و كان له نديمان فماتا، و كان يجي‌ء فيجلس عند القبرين، و هما براوند [2]، في موضع يقال له خزاق، فيشرب و يصبّ على القبرين حتّى يقضي و طره، ثم ينصرف و ينشد و هو يشرب:

خليليّ هبّا طالما قد رقدتما

أجدّكما لا تقضيان كراكما

/ أ لم تعلما مالي براوند هذه‌

و لا بخزاق من نديم سواكما

مقيم على قبريكما لست بارحا

طوال الليالي أو يجيب صداكما

جرى الموت مجرى اللحم و العظم منكما

كأنّ الذي يسقي العقار سقاكما

/ تحمّل من يهوى القفول و غادروا

أخا لكما أشجاه ما قد شجاكما [3]

فأيّ أخ يجفو أخا بعد موته‌

فلست الذي من بعد موت جفاكما

أصبّ على قبريكما من مدامة

فإلّا تذوقا أرو منها ثراكما [4]

أناديكما كيما تجيبا و تنطقا

و ليس مجابا صوته من دعاكما

أ من طول نوم لا تجيبان داعيا

خليليّ ما هذا الذي قد دهاكما

قضيت بأنّي لا محالة هالك‌

و أنّي سيعروني الذي قد عراكما

سأبكيكما طول الحياة و ما الذي‌

يردّ على ذي عولة إن بكاكما

نسبته إلى رجل من أهل الكوفة

و أخبرني ابن عمّار أبو العباس أحمد بن عبيد اللّه بخبر هؤلاء، عن أحمد بن يحيى البلاذري قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالح بن مسلم العجليّ قال:

بلغني أنّ ثلاثة نفر من أهل الكوفة كانوا في الجيش الذي وجّهه الحجاج إلى الدّيلم، و كانوا يتنادمون لا يخالطون غيرهم، فإنّهم لعلى ذلك إذ مات أحدهم فدفنه صاحباه، و كانا يشربان عند قبره، فإذا بلغه الكأس هراقاها على قبره و بكيا. ثم إنّ الثاني مات فدفنه الباقي إلى جنب صاحبه، و كان يجلس عند قبريهما فيشرب و يصبّ الكأس على الذي يليه ثم على الآخر و يبكي، و قال فيهما:

نديمي هبّا طالما قد رقدتما

و ذكر بعض الأبيات التي تقدم ذكرها. و قال مكان «براوند هذه»: «بقزوين»، و سائر الخبر نحو ما ذكرناه. قال ابن عمار: فقبورهم هناك تعرف بقبور الندماء.

نسبته إلى الحزين بن الحارث‌

و ذكر العتبي عن أبيه أن الشّعر للحزين بن الحارث، أحد بني عامر بن صعصعة، و كان أحد نديميه من بني‌


[1] قاسان، و أهلها يقولون كاسان: مدينة كانت بما وراء النهر في حدود بلاد الترك، ياقوت.

[2] راوند، بفتح الواو: بليدة قرب قاسان و أصبهان.

[3] القفول: العودة. س «العقول»، محرف.

[4] ط «صداكما»، و كتب فوقها «ثراكما».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست