و الإسلام؟ قال: أبعد الذي
قد كان؟ قلت: قد ارتد الأشعث بن قيس.
ترف جبلة بن الأيهم
و منعهم الزكاة و ضربهم
بالسّيف ثم رجع إلى الإسلام. فتحدّثنا مليّا ثم أومأ إلى غلام على رأسه فولّي
يحضر، فما كان إلّا هنيهة حتّى أقبلت الأخونة يحملها الرجال فوضعت، و جيء بخوان
من ذهب فوضع أمامي فاستعفيت منه، فوضع أمامي خوان خلنج [1] و جامات قوارير [2]، و
أديرت الخمر فاستعفيت منها، فلما فرغنا دعا بكأس من ذهب فشرب به [3] خمسا عددا. ثم
أومأ إلى غلام فولّي يحضر، فما شعرت إلا بعشر جوار يتكسّرن في الحلي، فقعد خمس عن
يمينه و خمس عن شماله، ثم سمعت وسوسة من ورائي، فإذا أنا بعشر أفضل من الأول عليهن
الوشي و الحلي، فقعد خمس عن يمينه و خمس عن شماله، و أقلبت جارية على رأسها طائر
أبيض كأنّه لؤلؤة، مؤدّب، و في يدها اليمنى جام فيه مسك و عنبر قد خلطا و أنعم
سحقهما، و في اليسرى جام فيه ماء ورد، فألقت الطائر في ماء الورد، فتمعّك بين
جناحيه و ظهره و بطنه [4]، ثم أخرجته فألقته في جام المسك و العنبر، فتمعّك فيها
حتى لم يدع فيها شيئا، ثم نفّرته فطار فسقط على تاج جبلة، ثم رفرف و نفض ريشه فما
بقي عليه شيء إلّا سقط على رأس جبلة، ثم قال للجواري: أطربنني. فخفقن بعيدانهنّ
يغنين:
/
للّه درّ عصابة نادمتهم
يوما بجلّق في الزمان الأوّل
بيض الوجوه كريمة
أحسابهم
شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل
يغشون حتّى ما تهرّ
كلابهم
لا يسألون عن السّواد المقبل
فاستهلّ و استبشر و طرب ثم
قال: زدنني. فاندفعن يغنين: