responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 112

و ذكر ابن الكلبي أنّ الفزاريّ لما وطئ إزار جبلة لطم جبلة كما لطمه، فوثبت غسّان فهشموا أنفه و أتوا به عمر، ثم ذكر باقي الخبر نحو ما ذكرناه.

قصّة أخر في سبب تنصره:

و ذكر الزبير بن بكّار فيما أخبرنا به الحرمي بن أبي العلاء عنه أن محمد بن الضحاك حدّثه عن أبيه:

أن جبلة قدم على عمر رضي اللّه عنه في ألف من أهل بيته فأسلم. قال: و جرى بينه و بين رجل من أهل المدينة كلام، فسبّ المديني [1] فردّ عليه، فلطمه جبلة فلطمه المديني، فوثب عليه أصحابه فقال: دعوه حتّى أسأل صاحبه و أنظر ما عنده. فجاء إلى عمر فأخبره فقال: إنك فعلت به فعلا ففعل بك مثله. قال: أ و ليس عندك من الأمر إلّا ما أرى. قال: لا فما الأمر عندك يا جبلة؟ قال: من سبّنا ضربناه، و من ضربنا قتلناه. قال: إنّما أنزل القرآن بالقصاص. فغضب و خرج بمن معه و دخل أرض الروم فتنصّر، ثم ندم و قال:

تنصّرت الأشراف من عار لطمة

/ و ذكر الأبيات، و زاد فيها بعد:

و يا ليت لي بالشأم أدنى معيشة

أجالس قومي ذاهب السمع و البصر

أدين بما دانوا به من شريعة

و قد يحبس العود الضّجور على الدّبر [2]

دعوة معاوية و عمر جبلة بن الأيهم للرجوع إلى الإسلام:

و ذكر باقي خبره فيما وجّه به إلى حسّان مثله، و زاد فيه:

أنّ معاوية لما ولي بعث إليه فدعاه إلى الرجوع إلى الإسلام، و وعده إقطاع الغوطة بأسرها، فأبى و لم يقبل.

ثم إنّ عمر رضي اللّه عنه بدا له أن يكتب إلى هرقل يدعوه إلى اللّه جلّ و عزّ و إلى الإسلام، و وجّه إليه رجلا من أصحابه، و هو جثّامة بن مساحق الكناني، فلما انتهى إليه الرجل بكتاب عمر أجاب إلى كلّ شي‌ء سوى الإسلام، فلما أراد الرسول الانصراف قال له هرقل: هل رأيت ابن عمّك هذا الذي جاءنا راغبا في ديننا؟ قال: لا. قال:

فالقه. قال الرجل: فتوجهت إليه فلما انتهيت إلى بابه رأيت من البهجة و الحسن و السّرور ما لم أر بباب هرقل مثله، فلما أدخلت عليه إذا هو في بهو عظيم، و فيه من التصاوير ما لا أحسن وصفه، و إذا هو جالس على سرير من قوارير، قوائمه أربعة أسد من ذهب، و إذا هو رجل أصهب سبال و عثنون، و قد أمر بمجلسه فاستقبل به وجه الشمس، فما بين يديه من آنية الذهب و الفضّة يلوح، فما رأيت أحسن منه. فلمّا سلمت ردّ السلام و رحّب بي، و ألطفني و لا مني على تركي النزول عنده، ثم أقعدني على شي‌ء لم أثبته، فإذا هو كرسيّ من ذهب، فانحدرت عنه فقال: مالك؟ فقلت: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن هذا. فقال جبلة أيضا مثل قولي/ في النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حين ذكرته، و صلّى عليه. ثم قال: يا هذا إنّك إذا طهّرت قلبك/ لم يضرك ما لبسته و لا ما جلست عليه. ثم سألني عن الناس و ألحف في السؤال عن عمر، ثم جعل يفكّر حتى رأيت الحزن في وجهه، فقلت: ما يمنعك من الرجوع إلى قومك‌


[1] ما عدا ط، أ، ها «المدني»، تحريف.

[2] ط، مط «بما كانوا». العود، بالفتح: المسن من الإبل. و الدبر: قرحة الدابة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست