responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 395

قد لقينها و هي سائرة في نسائهم في الجلاء [1]، في عام أصابت أهل تهامة فيه حطمة شديدة، و كانت عزّة من أجمل النساء و أدبهن و أعقلهن [2]، و لا و اللّه ما رأى لها وجها قطّ، إلا أنه استهيم بها قلبه لما ذكر له عنها. فلقيه رجال من الحي لما بلغهم ذلك عنه، فقالوا له: إنك قد شهرت نفسك [3] و شهرتنا و شهرت صاحبتنا فاكفف نفسك. قال: فإني لا أذكرها بما تكرهون. فخرجوا جالين إلى مصر في أعوام الجلاء. فتبعهم على راحلته فزجروه، فأبى إلا أن يلحقهم بنفسه، فجلس له فتية من جديّ، قال: و كان بنو ضمرة كلّهم يهون عليهم نسيبه لما يعرفون من براءتها، إلا ما كان من بني جديّ [4] فإنهم كانوا صمعا غيرا [5]. فقعد له عون، أحد بني جديّ في تسعة نفر على محالج [6]، فلما جاز بهم تحت الليل أخذوه، ثم عدلوا به عن الطريق إلى جيفة حمار/ كانوا يعرفونها من النهار، فأدخلوه فيها و ربطوا يديه و رجليه، ثم أوثقوا بطن الحمار، فجعل يضطرب فيه و يستغيث، و مضوا عنه، فاجتاز به خندق الأسديّ، فسمع استغاثته- و هو خندق بن بدر- فعدل إلى الصوت حين سمعه، فوجد في الجيفة إنسانا، فسأله من هو و ما خبره؟ فأخبره. فأطلقه و حمله و ألحقه ببلاده. فقال كثيّر في ذلك- قال الزّبير أنشدنيها عمر بن أبي بكر المؤمّليّ عن عبد اللّه بن أبي عبيدة معمر بن المثنّى-

أ صادرة حجّاج كعب و مالك‌

على كلّ فتلاء الذراعين محنق‌

و ذكر القصيدة كلّها على ما مضت.

أخبرني الحرميّ [7] بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير قال حدّثنا عمر بن أبي بكر المؤمّلي عن أبي عبيدة قال:

خندق الأسديّ هو الذي أدخل كثيّرا في مذهب الخشبيّة [8].

كثير يرثي خندقا حين قتل بعرفة

أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا محمد بن حبيب قال:

لما قتل خندق الأسديّ بعرفة رثاه كثيّر فقال:

شجا أظعان غاضرة الغوادي‌

بغير مشورة عرضا فؤادي‌

أ غاضر لو شهدت غداة بنتم‌

حنوّ العائدات على وسادي [9]

أويت لعاشق لم تشكميه‌

نوافذه [10] تلذّع بالزّناد


[1] في بعض الأصول: «الحلاس»، و صوابه في ف.

[2] في ح، ط: «من أجمل نساء و آدبه و أعقله». و في ف: «من أجمل نساء الناس».

[3] في ح: «شهرت نفسك فاكفف».

[4] ما بعده إلى «عون» ساقط من ف.

[5] صمع: ذوو حزم. غير: جمع غيور.

[6] في ف: «مخالج» و في ط: «محالح». و المحالج: جمع محلج كمنبر، و هو الخفيف من الحمر.

[7] في ط، ف: «الحرمي قال».

[8] الخشبية: قوم من الجهمية يقولون إن اللّه تعالى لا يتكلم، و إن القرآن مخلوق. و قال ابن الأثير: هم أصحاب المختار بن أبي عبيد.

و يقال: هم ضرب من الشيعة، سموا بذلك لأنهم حفظوا خشبة زيد بن علي حين صلب. انظر «شرح القاموس» (مادة خشب)».

[9] في ح: «جنوء العائدات».

[10] أويت: رثيت و أشفقت. لم تشكميه: لم تجازيه. النوافذ: الفم و ثقبا الأذنين و الأنف. و في «الديوان»: «جوانحه».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست