- الشعر للعرّجيّ. و ذكر إسحاق في مجرّدة أنّ
الغناء فيه لابن عائشة ثاني ثقيل مطلق في مجرى الوسطى.
و حكى حماد
ابنه عنه أن اللحن لابن سريج- قال سهل: فقلت: أحسنت و الذي/ فلق الحبّة و برأ
النسمة، و لو أنّ كنانة كلّها سمعتك لاستحسنتك فكيف بنافع بن علقمة! المغرور من
غرّه نافع. ثم قلت: زدني و إن كان/ القوم متعلّقة قلوبهم بك. فغنّى و تناول عودا
من الشجرة فأوقع [5] به على الشجرة؛ فكان صوت الشجرة أحسن من خفق بطون [6] الضّأن
على العيدان إذا أخذتها قضبان الدّفلى. قال: و الصوت الذي غنّى:
صوت
لا تجمعي هجرا علي و غربة
فالهجر في تلف الغريب سريع
من ذا- فديتك- يستطيع لحبّه
دفعا إذا اشتملت عليه ضلوع
فقلت: بنفسي
أنت و اللّه من لا يملّ و لا يكدّ، و اللّه ما جهل من فهمك! اركب- فدتك نفسي- بنا.
فقال:
أمهلني كما
أمهلتك اقض بعض شأني. فقلت: و هل عما تريد مدفع! فقام فصلّى ركعتين، ثم ضرب بيده
على الشجرة و قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، ثم
قال: يا حبيبتي إذا شهدت بذاك الشيء فاشهدي بهذا. ثم مضينا و القوم متشوّقون.
فلما دنونا أحسّت الدوابّ بالبغلة فصهلت، و شحجت البغلة، و إذا الغريض يغنّيهم
لحنه:
من خيل حيّ ما تزال مغيرة
سمعت على شرف صهيل حصان
فبكى ابن سريج
حتى ظننت أنّ نفسه قد خرجت، فقلت: ما يبكيك يا أبا يحيى؟ [جعلت فداك]!] [7] لا
يسوؤك اللّه و لا يريك سوءا [8]! قال: أبكاني هذا المخنّث بحسن غنائه و شجا صوته؛
و اللّه ما ينبغي لأحد أن يغنّي و هذا الصبيّ حيّ [9]. ثم نزل فاستراح و ركب.
فلمّا سار هنيهة اندفع الغريض فغنّاهم لحنه: