responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 350

صوت‌

كيف الثّواء ببطن مكّة بعد ما

همّ [1] الذين تحبّ بالإنجاد

أمّ كيف قلبك إذ ثويت مخمّرا [2]

سقما خلافهم و كربك بادي‌

هل أنت إن ظعن [3] الأحبّة غادي [4]

أم قبل ذلك مدلج بسواد

- الشعر للعرّجيّ. و ذكر إسحاق في مجرّدة أنّ الغناء فيه لابن عائشة ثاني ثقيل مطلق في مجرى الوسطى.

و حكى حماد ابنه عنه أن اللحن لابن سريج- قال سهل: فقلت: أحسنت و الذي/ فلق الحبّة و برأ النسمة، و لو أنّ كنانة كلّها سمعتك لاستحسنتك فكيف بنافع بن علقمة! المغرور من غرّه نافع. ثم قلت: زدني و إن كان/ القوم متعلّقة قلوبهم بك. فغنّى و تناول عودا من الشجرة فأوقع [5] به على الشجرة؛ فكان صوت الشجرة أحسن من خفق بطون [6] الضّأن على العيدان إذا أخذتها قضبان الدّفلى. قال: و الصوت الذي غنّى:

صوت‌

لا تجمعي هجرا علي و غربة

فالهجر في تلف الغريب سريع‌

من ذا- فديتك- يستطيع لحبّه‌

دفعا إذا اشتملت عليه ضلوع‌

فقلت: بنفسي أنت و اللّه من لا يملّ و لا يكدّ، و اللّه ما جهل من فهمك! اركب- فدتك نفسي- بنا. فقال:

أمهلني كما أمهلتك اقض بعض شأني. فقلت: و هل عما تريد مدفع! فقام فصلّى ركعتين، ثم ضرب بيده على الشجرة و قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، ثم قال: يا حبيبتي إذا شهدت بذاك الشي‌ء فاشهدي بهذا. ثم مضينا و القوم متشوّقون. فلما دنونا أحسّت الدوابّ بالبغلة فصهلت، و شحجت البغلة، و إذا الغريض يغنّيهم لحنه:

من خيل حيّ ما تزال مغيرة

سمعت على شرف صهيل حصان‌

فبكى ابن سريج حتى ظننت أنّ نفسه قد خرجت، فقلت: ما يبكيك يا أبا يحيى؟ [جعلت فداك‌]!] [7] لا يسوؤك اللّه و لا يريك سوءا [8]! قال: أبكاني هذا المخنّث بحسن غنائه و شجا صوته؛ و اللّه ما ينبغي لأحد أن يغنّي و هذا الصبيّ حيّ [9]. ثم نزل فاستراح و ركب. فلمّا سار هنيهة اندفع الغريض فغنّاهم لحنه:

يا خليليّ قد مللت ثوائي‌

بالمصلّى و قد شنئت البقيعا


[1] في ف: «لهج».

[2] المخمر: أصله المصدع من الخمر.

[3] كذا في ط، ف. و في أكثر الأصول: «إذ ظعن».

[4] البيت مصرع. و في ب، س: «غاديا» تحريف.

[5] في الأصول: «فوقع». و المعروف في الألحان «أوقع» لا «وقع».

[6] يريد ببطون الضأن الأوتار التي تتخذ من المعى. و الدفلى: ضرب من النبت.

[7] زيادة في ف.

[8] في ف: «و لا يرينا سوءا فيك».

[9] في ف: «و صاحب هذا الصوت حي».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست