/
قال: و لصوته دويّ في تلك الجبال. فقال ابن سريج: ويلك يا بن بركة! أسمعت أحسن من
هذا الغناء و الشعر قطّ؟ قال: و نظروا إلينا فأقبلوا نشاوى يسحبون أعطافهم، و
جعلوا يقبّلون وجه ابن سريج. فنزل فأقام عندهم ثلاثا و الغريض لا ينطق بحرف [واحد]
[1]، و أخذوا في شرابهم و قالوا: يا حبيب النفس و شقيقها أعطها بعض مناها؛ فضرب
بيده إلى جيبه فأخرج منه مضرابا، ثم أخذه بيده و وضع العود في حجره، فما رأيت يدا
أحسن من يده، و لا خشبة تخيّلت إليّ أنّها جوهرة إلّا هي، ثم ضرب فلقد سبّح القوم
جميعا ثم غنّى فكلّ قال: لبّيك لبّيك! فكان مما غنّى فيه- و اللحن له هزج-:
صوت
لبّيك يا سيّدتي
لبّيك ألفا عددا
لبّيك من ظالمة
أحببتها مجتهدا
قوموا إلى ملعبنا
نحك الجواري الخرّدا وضع يد فوق يد
ترفعها يدا يدا
فكلّ قال: نفعل
ذاك. فلقد رأيتنا نستبق أينا تقع يده على يده. ثم غنّى: