responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 351

/ قال: و لصوته دويّ في تلك الجبال. فقال ابن سريج: ويلك يا بن بركة! أسمعت أحسن من هذا الغناء و الشعر قطّ؟ قال: و نظروا إلينا فأقبلوا نشاوى يسحبون أعطافهم، و جعلوا يقبّلون وجه ابن سريج. فنزل فأقام عندهم ثلاثا و الغريض لا ينطق بحرف [واحد] [1]، و أخذوا في شرابهم و قالوا: يا حبيب النفس و شقيقها أعطها بعض مناها؛ فضرب بيده إلى جيبه فأخرج منه مضرابا، ثم أخذه بيده و وضع العود في حجره، فما رأيت يدا أحسن من يده، و لا خشبة تخيّلت إليّ أنّها جوهرة إلّا هي، ثم ضرب فلقد سبّح القوم جميعا ثم غنّى فكلّ قال: لبّيك لبّيك! فكان مما غنّى فيه- و اللحن له هزج-:

صوت‌

لبّيك يا سيّدتي‌

لبّيك ألفا عددا

لبّيك من ظالمة

أحببتها مجتهدا

قوموا إلى ملعبنا

نحك الجواري الخرّدا وضع يد فوق يد

ترفعها يدا يدا

فكلّ قال: نفعل ذاك. فلقد رأيتنا نستبق أينا تقع يده على يده. ثم غنّى:

صوت‌

ما هاج شوقك بالصّرائم‌

ربع أحال [2] لأمّ عاصم‌

ربع تقادم عهده‌

هاج المحبّ على التّقادم‌

فيه النّواعم و الشّبا

ب الناعمون مع النّواعم‌

من كل واضحة الجبي

ن عميمة [3] ريّا المعاصم‌

/ ثم إنه غنّى:

صوت‌

شجانيّ [4] مغاني الحيّ و انشقّت العصا [5]

و صاح غراب البين أنت مريض‌

ففاضت دموعي عند ذاك صبابة

و فيهن خود كالمهاة غضيض [6]

و ولّيت محزون الفؤاد مروّعا

كتيبا و دمعي في الرّداء يفيض‌

- الغناء لابن محرز خفيف ثقيل مطلق في مجرى البنصر، و فيه خفيف ثقيل آخر لابن جندب- قال: فلقد


[1] زيادة في ف.

[2] أحال الشي‌ء: مر عليه حول، مثل أحول الشي‌ء.

[3] امرأة عميمة: تامة القوام و الخلق طويلة.

[4] في ف: «شجاك».

[5] انشقاق العصا: كناية عن الفرقة.

[6] الخود من النساء: الحسنة الخلق الشابة أو الناعمة. و الغضيض: الفاترة الطرف. يقال: امرأة غضيض، و طرف غضيض.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست