و ذكر ابن حبيب
في هذه الرواية أنّ القصيدة التي ذكرتها عن المدائنيّ في خبر عبد اللّه بن فضالة
بن شريك مع ابن الزّبير كانت مع فضالة و ابن الزّبير لا مع ابنه، و ذكر الأبيات و
زاد فيها:
[5] الأيسار:
أصحاب القداح المجتمعون على الميسر، الواحد يسر (بالتحريك). و لقمان هو ابن عاد
صاحب النسور السبعة التي آخرها لبد، و هو غير لقمان الحكيم. قال المفضل الضبي في
أمثاله (ص 74 طبعة الجوائب سنة 1300 ه): «زعموا أن لقمان بن عاد جاور حيا من
العمالقة و هم عرب، فملأ عسّا له لبنا، ثم قال لجارية له: انطلق بهذا العس إلى سيد
هذا الحي فأعطيه إياه، و إياك أن تسألي عن اسمه و اسم أبيه. فانطلقت حتى أتتهم،
فإذا هم بين لاعب و عامل في ضيعته و مقبل على أمره، حتى مرت بثمانية نفر منهم
عليهم وقار و سكينة و لهم هيئة، فقامت تتفرّس فيهم أيهم تعطي العس. فمرت بها أمة،
فقال لها جارية لقمان: إن مولاي أرسلني إلى سيد هذا الحي و نهاني أن أسأل عن اسمه
و اسم أبيه. فقالت لها الأمة: إن وصفتهم لك فخذي أيهم شئت أو ذري، و فيهم سيد
الحي. ثم أخذت الأمة تصفهم واحدا واحدا بصفات كلها تمت إلى الكرم و الشجاعة، و هي الخلال
المحمودة في البادية، و هم بيض، و حممة، و طفيل، و ذفافة، و مالك، و تميل، و
قرزعة، و عمار؛ فأعطت الجارية العس من رأته من الوصف سيدهم. و قد ذكرت العرب أيسار
لقمان في شعرها في الفخر و المدح؛ فقال شاعرهم: «قومي أيسار لقمان» أو «و هم أيسار
لقمان».
قال طرفة:
و هم إيسار لقمان إذا
أغلت الشتوة أبداء الجزر
و أبداء
الجزور: أشرف أعضائها، واحدها بدء (بالفتح).