responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 73

الحارث قال له الكنديّ: ما أرى لك نجاة إلّا أن ألحقك بحضرموت ببلاد اليمن فلا يوصل إليك. فسار معه يوما و ليلة، فلمّا غرّبه [1] قال: إنّني أنقطع ببلاد اليمن فأغترب بها، و قد برئت منك خفارتي.

لجوؤه إلى بني عجل بن لجيم:

فرجع حتّى أتى أرض بكر بن وائل، فلجأ إلى بني عجل بن لجيم، فنزل على زبّان فأجاره و ضرب عليه قبّة.

و في ذلك يقول العجليّ:

و نحن منعنا بالرّماح ابن ظالم‌

فظلّ يغنّي آمنا في خبائنا

/ قال أبو عبيدة: فجاءته بنو ذهل بن ثعلبة و بنو عمرو بن شيبان فقالوا: أخرج هذا المشئوم من بين أظهرنا، لا يعرّنا بشرّ؛ فإنّا لا طاقة بالملحاء [2] (و الملحاء كتيبة الأسود) فأبت عجل أن تخفره [3]، فقاتلوه فامتنعت بنو عجل. فقال الحارث بن ظالم في الكنديّ و فيهم:

يكلّفني الكنديّ سير تنوفة

أكابد فيها كلّ ذي صبّة مثري‌

- الصّبّة: قطعة من الغنم أو بقيّة منها-

و أقبل دوني جمع ذهل كأنّني‌

خلاة [4] لذهل و الزّعانف من عمرو

و دوني ركب من لجيم مصمّم‌

و زبّان جاري و الخفير على بكر

لعمري لا أخشى ظلامة ظالم‌

و سعد بن عجل مجمعون على نصري‌

لحوقه بطي‌ء:

قال أبو عبيدة: ثم قال لهم الحارث: إنّي قد اشتهر أمري فيكم و مكاني، و أنا راحل عنكم. فارتحل فلحق بطيّئ. فقال الحارث في ذلك:

لعمري لقد حلّت بي اليوم ناقتي‌

إلى ناصر من طيّى‌ء غير خاذل‌

فأصبحت جارا للمجرّة منهم‌

على باذخ يعلو على المتطاول‌

أخذ الأسود أموال جارات له فردها هو إليهن:

قال أبو عبيدة و حدّثني أبو حيّة أنّ الأسود حين قتل الحارث خالدا سأل عن أمر يبلغ منه. فقال له عروة بن عتبة: إنّ له جارات من بليّ بن عمرو، و لا أراك تنال منه شيئا أغيظ له من أخذهنّ و أخذ أموالهنّ، فبعث الأسود فأخذهنّ و استاق أموالهنّ. فبلغ ذلك الحارث، فخرج من الحين فانساب في غمار الناس حتى عرف موضع جاراته و مرعى إبلهنّ، فأتى الإبل فوجد حالبين يحلبان ناقة لهنّ يقال لها اللّفاع، و كانت لبونا كأغزر الإبل، إذا حلبت‌


[1] غربه: نجاه عن بلاده و أبعده.

[2] في «بعض الأصول»: «بالملجإ» و هو تحريف.

[3] الإخفار: الغدر و نقض العهد.

[4] الخلاة: واحدة الخلى و هو الرطب من الحشيش. يقول: أقبل دوني هؤلاء القوم كأني خلاة يأخذها الآخذ كيف شاء، و الواقع أني في عز و منعة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست