أخذ
مصدق للنعمان إبلا لديهث فاستجارت بالحارث فردها إليها:
قال: فأمّنه
النعمان، و أقام حينا. ثم إنّ مصدّقا للنّعمان أخذ إبلا لامرأة من بني مرّة يقال
لها ديهث؛ فأتت الحارث فعلّقت دلوها بدلوه و معها بنيّ لها، فقالت: أبا ليلى! إني
أتيتك مضافة [1]. فقال الحارث: إذا أورد القوم النّعم فنادي بأعلى صوتك:
ثم قال لها: لا
تردنّ عليك ناقة و لا بعير تعرفينه إلا أخذتيه ففعلت؛ فأتت على لقوح لها يحلبها
حبشيّ، فقالت: يا أبا ليلى! هذه لي. فقال الحبشيّ: كذبت. فقال الحارث: أرسلها لا
أمّ لك! فضرط الحبشيّ. فقال الحارث: «است الحالب أعلم»، فسارت مثلا. قال أبو
عبيدة: ففي ذلك يقول في الإسلام الفرزدق:
قال أبو عبيدة
حدّثني أبو محمد عصام العجليّ قال: فلمّا قتل الحارث بن ظالم خالد بن جعفر في جوار
الملك خرج هاربا حتى أتى صديقا له من كندة يحلّ شعبي- قال: شعبي غير ممدود- فلمّا
ألحّ الأسود [8] في طلب
[7] في
«ديوان» الفرزدق (نسخة مخطوطة محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم 2605 أدب): «في
مستحصد الحبل».
و المستحصد:
الذي أحكم فتله. و المكرب: المشدود بالكرب (بالتحريك) و هو حبل يشد على عراقي
الدلو ثم يثنى و يثلث. و في «ديوان» الفرزدق: «و المكرب العقد الذي على عرقوة
الدلو».