responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 215

يهدّدني القعقاع في غير كنهه‌

فقلت له بكر إذا رمتني ترسي‌

كأنّا و إيّاكم إذا الحرب بيننا

أسود عليها الزّعفران مع الورس [1]

ترى كمصابيح الدّياجي وجوهنا

إذا ما لقينا و الهرقليّة [2] الملس‌

هناك السّعود السانحات جرت لنا

و تجري لكم طير البوارح بالنّحس‌

و ما أنت يا قعقاع إلّا كمن مضى‌

كأنك يوما قد نقلت إلى الرّمس‌

أظنّ بغال البرد تسري إليكم‌

به غطفانيّا و إلّا فمن عبس‌

و إلّا فبالبسّال [3] يا لك إن سرت‌

به غير مغموز القناة و لا نكس [4]

فعمّالنا أوفى و خير بقيّة

و عمّالكم أهل الخيانة و اللّبس‌

و ما لبني عمرو عليّ هوادة

و لا للرّباب غير تعس من التّعس‌

/ قال: فلمّا انتهت هذه القصيدة إلى القعقاع وجّه برسول إلى أبي جلدة، و قال: انظر، فإن كان كتب هذا الكتاب بالغداة فاعزله، و إن كان كتبه باللّيل فأقرره على عمله و لا تعزله و لا تضربه. و كان أبو جلدة صاحب شراب، فقال للرسول: و اللّه ما كتبته إلّا بالعشيّ. فسأله البيّنة على ذلك فأتاه بأقوام شهدوا له بما قال، فأقرّه على عمله و انصرف عنه.

شبب ببنت دهقان فأهدى له ليترك ذكرها:

قال ابن حبيب: و مرّ أبو جلدة بقصر من قصور بست ينزله رجل من الدّهاقين، فرأى ابنته تشرف من أعلى القصر، فأنشأ يقول:

إنّ في القصر ذي الخبا بدر تمّ‌

حسن الدّلّ للفؤاد مصيبا

و لعا بالخلوق [5] يأرج منه‌

ريح رند إذا استقلّ منيبا [6]

يلبس الخزّ و المطارف و الق

زّ و عصبا من اليماني قشيبا

و رأيت الحبيب يبرز كفّا

ما رآه [7] المحبّ إلّا خضيبا

فبلغ ذلك من قوله الدّهقان، فأهدى له و برّه و سأله ألّا يذكر ابنته في شعر بعد ذلك.

لحقه ضيم فلم يمنعه قومه فهتف بمسمع بن مالك و آخرين فسعى له قومه:


[1] الزعفران: صبغ أصفر. و الورس: نبت أصفر يكون باليمن تصبغ به الثياب.

[2] دياجي الليل: حنادسه (ظلماته) كأنه جمع ديجاة. و الهرقلية: الدنانير، نسبة إلى هرقل ملك الروم.

[3] كذا في «ب، س». و في «أ، م»: «و إلا فيا لستال». و في «ح»: هكذا: «و إلا بنا لتسال». و لم نهتد إلى وجه الصواب فيه.

[4] غمز القناة: عصرها و تليينها. و إباء القناة أن تلين للغامز يراد به القوة و عدم الانقياد. و النكس: الضعيف.

[5] الخلوق: ضرب من الطيب مائع فيه صفرة لأن أعظم أجزائه من الزعفران. يأرج: يفيح و ينتشر. و الرند: شجر طيب الرائحة، و قيل هو العود أو الآس.

[6] استقل هنا: نهض. و منيبا: راجعا.

[7] كذا في «الأصول». و تذكير «الكف» غلط أو لغة قليلة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست