responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 214

هذا لانقطاعهم عن قومهم باليمامة في وسط دار مضر، و كانوا لا ينصرون بكرا و لا يستنصرونهم. فلمّا جاء الإسلام و نزل [1] الناس مع بني حنيفة و مع بني عجل بن لجيم فتلهزموا [1] و دخل معهم حلفاؤهم بنو مازن بن جديّ بن مالك بن صعب [2] بن عليّ، فصاروا جميعا في اللهازم. و قال موسى بن جابر الحنفيّ السّحيميّ بعد ذلك في الإسلام:

وجدنا أبانا كان حلّ ببلدة

سوى [3] بين قيس قيس عيلان و الفزر

فلمّا نأت عنّا العشيرة كلّها

أقمنا و حالفنا السيوف على الدهر

فما أسلمتنا بعد في يوم وقعة

و لا نحن أغمدنا السيوف على وتر

كان جاره سيف يشرب و يعربد عليه فهجاه:

و قال ابن حبيب عن ابن الأعرابيّ قال:

كان لأبي جلدة بسجستان جار يقال له سيف من بني سعد، و كان يشرب الخمر و يعربد على أبي جلدة، فقال يهجوه:

قل لذوي سيف و سيف أ لستم‌

أقلّ بني سعد حصادا و مزرعا

كأنّكم جعلان دار [4] مقامة

على عذرات [5] الحيّ أصبحن وقّعا

لقد نال سيف في سجستان نهزة

تطاول منها فوق ما كان إصبعا

أصاب الزّنا و الخمر حتّى لقد نمت‌

له سرّة تسقى الشّراب المشعشعا [6]

/ فلو لا هوان الخمر ما ذقت طعمها

و لا سقت إبريقا بكفّك مترعا [7]

كما لم يذقها أن تكون عزيزة

أبوك و لم يعرض عليها فيطمعا

و كان مكان الكلب أو من ورائه‌

إذا ما المغنّي للّذاذة أسمعا

خبره مع القعقاع حين أرجف به فتهدّده بالعزل:

قال ابن حبيب: و كان أبو جلدة قد استعمله القعقاع بن سويد حين تولّى سجستان على بست [8] و الرّخّج، فأرجف الناس بالقعقاع و أرجف به أبو جلدة معهم، و كتب القعقاع إليه يتهدّده؛ فكتب إليه أبو جلدة:


[1] يحتمل أن يكون جواب «لما» «و نزل الناس» أو «و دخل بعضهم» بزيادة الواو. و الواو قد تزاد في جواب «لما».

[2] في «الأصول»: «مصعب». و التصويب من «كتب الأنساب».

[3] يقال: مكان سوى (بضم السين و كسرها) و سواء (بالفتح و المد) إذا كان وسطا فيما بين الفريقين.

[4] كذا في «ح». و في «سائر الأصول»: «دار مضامة» و هو تحريف.

[5] العذرة (بفتح فكسر): الغائط.

[6] الشراب المشعشع: الممزوج بالماء.

[7] ورد هذا البيت و الذي بعده في «تكملة شعر الأخطل» للأب أنطوان صالحاني اليسوعي، و فيه:

و لا سفت إبريقا بأنفك مترعا

و السوف: الشم.

[8] بست (بالضم): مدينة بين سجستان و غزنين و هراة من نواحي كابل.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست