responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 21

عصافيره [1] أمر له بها.

قال أبو عبيدة: قيل لأبي عمرو: أ فمن مخافته امتدحه و أتاه بعد هربه منه أم لغير ذلك؟ فقال: لا لعمر اللّه ما لمخافته فعل، إن كان لآمنا من أن يوجّه النعمان له/ جيشا، و ما كانت عشيرته لتسلمه لأوّل وهلة، و لكنه رغب في عطاياه و عصافيره. و كان النابغة يأكل و يشرب في آنية الفضّة و الذهب من عطايا النعمان و أبيه و جدّه، لا يستعمل غير ذلك. و قيل: إنّ السبب في رجوعه إلى النّعمان بعد هربه منه أنه بلغه عليل لا يرجى، فأقلقه ذلك و لم يملك الصبر على البعد عنه مع علّته و ما خافه عليه و أشفق من حدوثه به، فصار إليه و ألفاه محمولا [2] على سريره ينقل ما بين الغمر و قصور الحيرة. فقال لعصام بن شهبر حاجبه- فيما أخبرنا به اليزيديّ عن عمّه عبيد اللّه و ابن حبيب عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل-:

صوت‌

أ لم أقسم عليك لتخبرنّي‌

أ محمول على النّعش الهمام‌

فإنّي لا ألومك في دخولي‌

و لكن ما وراءك يا عصام‌

فإن يهلك أبو قابوس [3] يهلك‌

ربيع النّاس و الشهر الحرام‌

و نمسك [4] بعده بذناب عيش‌

أجبّ الظهر ليس له سنام‌

غنّاه حنين ثقيلا أوّل بالبنصر عن حبش.

قال أبو عبيدة: كانت ملوك العرب إذا مرض/ أحدهم حملته الرجال على أكتافها يتعاقبونه، فيكون كذلك على أكتاب الرجال، لأنه عندهم أوطأ من الأرض.

/ و قوله:

فإني لا ألومك في دخولي‌

أي لا ألومك في ترك الإذن لي في الدخول، و لكن أخبرني بكنه أمره. و قوله:

ربيع الناس و الشهر الحرام‌

يريد أنه كالربيع في الخصب لمجتديه، و كالشهر الحرام لجاره، لا يوصل إلى من أجاره كما لا يوصل في الشهر الحرام إلى أحد.


[1] العصافير: إبل نجائب كانت للملوك.

[2] في «الأصول»: مجموما على سريره و هو تحريف.

[3] أبو قابوس: كنية النعمان بن المنذر.

[4] نمسك معطوف على جواب الشرط في البيت الذي قبله، فيجوز فيه الجزم بالعطف، و النصب بأن مقدرة، و الرفع على الاستئناف.

و يروى: «و نأخذ بعده». و ذناب كل شي‌ء (بكسر أوّله): عقبه و مؤخره. و أجب الظهر: مقطوع السنام، كأن سنامه قد جب أي قطع من أصله، يقال: بعير أجب، و ناقة جباء. يقول: و نمسك بعده بطرف عيش قليل الخير بمنزلة البعير المهزول الذي ذهب سنامه و انقطع لشدّة هزاله. و الأحسن في «الظهر» الجر بالإضافة، و يجوز في مثله الرفع على قبح، و النصب على ضعف. قال ابن مالك في الكافية:

و الرفع و النصب حكوا و الجرا

في قول من قال أجب الظهرا

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست