قال أبو عبيدة:
قيل لأبي عمرو: أ فمن مخافته امتدحه و أتاه بعد هربه منه أم لغير ذلك؟ فقال: لا
لعمر اللّه ما لمخافته فعل، إن كان لآمنا من أن يوجّه النعمان له/ جيشا، و ما كانت
عشيرته لتسلمه لأوّل وهلة، و لكنه رغب في عطاياه و عصافيره. و كان النابغة يأكل و
يشرب في آنية الفضّة و الذهب من عطايا النعمان و أبيه و جدّه، لا يستعمل غير ذلك.
و قيل: إنّ السبب في رجوعه إلى النّعمان بعد هربه منه أنه بلغه عليل لا يرجى،
فأقلقه ذلك و لم يملك الصبر على البعد عنه مع علّته و ما خافه عليه و أشفق من
حدوثه به، فصار إليه و ألفاه محمولا [2] على سريره ينقل ما بين الغمر و قصور
الحيرة. فقال لعصام بن شهبر حاجبه- فيما أخبرنا به اليزيديّ عن عمّه عبيد اللّه و
ابن حبيب عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل-:
[4] نمسك
معطوف على جواب الشرط في البيت الذي قبله، فيجوز فيه الجزم بالعطف، و النصب بأن
مقدرة، و الرفع على الاستئناف.
و يروى: «و
نأخذ بعده». و ذناب كل شيء (بكسر أوّله): عقبه و مؤخره. و أجب الظهر: مقطوع
السنام، كأن سنامه قد جب أي قطع من أصله، يقال: بعير أجب، و ناقة جباء. يقول: و
نمسك بعده بطرف عيش قليل الخير بمنزلة البعير المهزول الذي ذهب سنامه و انقطع
لشدّة هزاله. و الأحسن في «الظهر» الجر بالإضافة، و يجوز في مثله الرفع على قبح، و
النصب على ضعف. قال ابن مالك في الكافية: