في
وجه الجمل، فنفر فرمى بليلى على راسها، فماتت من وقتها، فدفنت إلى جنبه. و هذا هو
الصحيح من خبر وفاتها.
/ غنّى في
الأبيات المذكورة آنفا حكم الواديّ لحنين، أحدهما رمل بالوسطى عن عمرو، و الآخر
خفيف ثقيل أوّل بالوسطى عن حبش، و قال حبش: و فيها لحنان لجميلة و الميلاء رملان
بالبنصر، و ذكر أبو العبيس بن حمدون أنّ الرمل لعمر الواديّ.
كان توبة
شريرا كثير الغارات:
قال أبو عبيدة:
كان توبة شرّيرا كثير الغارة على بني الحارث بن كعب و خثعم و همدان، فكان يزور
نساء منهن يتحدّث إليهن، و قال:
أ يذهب ريعان الشّباب و لم أزر
غرائر من همدان بيضا نحورها
قال أبو عبيدة:
و كان توبة ربّما ارتفع إلى بلاد مهرة فيغير عليهم، و بين بلاد مهرة و بلاد عقيل
مفازة منكرة لا يقطعها الطّير، و كان يحمل مزاد الماء فيدفن منه على مسيرة كلّ يوم
مزادة ثم يغير عليهم فيطلبونه فيركب بهم المفازة، و إنما كان يتعمّد حمارّة القيظ
و شدّة الحرّ، فإذا ركب المفازة رجعوا عنه.
خبر ليلى مع
عبد الملك بن مروان حين رآها عند زوجته عاتكة:
أخبرني حرميّ
عن الزّبير عن يحيى بن المقدام الرّبعيّ عن عمّه موسى بن يعقوب قال:
دخل عبد الملك
بن مروان على زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية، فرأى عندها امرأة بدويّة أنكرها،
فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا/ الوالهة الحرّى ليلى الأخيليّة. قال: أنت التي
تقولين:
قالت: أنا
الّتي أقول ذلك. قال: فما أبقيت لنا؟ قالت: الذي أبقاه اللّه لك. قال: و ما ذاك؟
قالت: نسبا قرشيّا، و عيشا رخيّا، و إمرة مطاعة. قال: أفردته بالكرم! قالت: أفردته
بما أفرده اللّه به. فقالت عاتكة: إنها قد جاءت
[1]
تريد أنه قد مات فأريقت جفانه و مات الندى بموته. و الخليع: من آباء توبة. و في
شرح «القاموس»: «و قال ابن الكلبي»: ولد ربيعة بن عقيل رباحا و عمرا و عامرا و
عويمرا و كعبا و هم الخلعاء». و كعب أحد هؤلاء الخلفاء من آباء توبة.
[2] كذا في
«مختار الأغاني» لابن منظور. و في «الأصول»: «زلت».
و التصويب من
«مختار الأغاني». على أن فيه عيبا في الوزن و هو حذف الحرف الثالث من «فعولن»، و
هو واقع في وتد، و الأوتاد لا تدخلها العلل و الزحافات. و إنما الجائز في الوتد من
«فعولن» حذف أوّله إذا وقع في أوّل قصيدة. و هذا الحذف يسمى الخرم. على أنه يحتمل
أن يكون صوابه «فعفاؤه» (بضم العين و تشديد الفاء) جمع عاف. و هذا الجمع في «فاعل»
وصفا معتل العين نادر؛ يقال قوم عزّى و غزّاء، جمعا لغاز. و العفاة: طالبوا
المعروف. و اللهف (بالتحريك): الحزن و التحسر، و الوصف منه لهف (ككتف) و لهيف و
لهفان.
[4] المناسب
من معاني «الورد» هنا: الماء المورود. و عاصب هنا: جامع. أي كما انقض عرش البئر و
قد جمع «الورد المستقين».
و يحتمل أن
يكون «عاصب» هنا شديدا، على أن يكون «الورد» العطش.