فقال لها أسماء
بن خارجة: أيتها المرأة إنك لتصفين هذا الرجل بشيء ما تعرفه العرب فيه. فقالت:
أيها الرجل هل رأيت توبة قطّ؟ قال لا. فقالت: أما و اللّه لو رأيته لوددت أنّ كلّ/
عاتق [2] في بيتك حامل منه؛ فكأنّما فقئ في وجه أسماء حبّ الرّمّان. فقال له
الحجاج: و ما كان لك و لها!.
وفاتها و كيف
كانت:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا ابن أبي سعد عن محمد بن عليّ بن المغيرة قال سمعت أبي يقول
سمعت الأصمعيّ يذكر أنّ الحجّاج أمر لها بعشرة آلاف درهم، و قال لها: هل لك من
حاجة؟ قالت: نعم أصلح اللّه الأمير، تحملني إلى ابن عمّي/ قتيبة بن مسلم، و هو على
خراسان يومئذ فحملها إليه، فأجازها و أقبلت راجعة تريد البادية، فلمّا كانت
بالرّيّ ماتت، فقبرها [3] هناك. هكذا ذكر الأصمعيّ في وفاتها و هو غلط. و قد
أخبرني عمّي عن الحزنبل الأصبهانيّ عمّن أخبره عن المدائنيّ، و أخبرني الحسن بن
عليّ عن ابن مهديّ عن ابن أبي سعد عن محمد بن الحسن النّخعيّ عن ابن الخصيب
الكاتب، و اللّفظ في الخبر للحزنبل، و روايته أتمّ:
أنّ ليلى
الأخيليّة أقبلت من سفر، فمرّت بقبر توبة و معها زوجها و هي في هودج لها. فقالت: و
اللّه لا أبرح حتى أسلّم على توبة، فجعل زوجها يمنعها من ذلك و تأبى إلّا أن تلمّ
به. فلمّا كثر ذلك منها تركها، فصعدت أكمة عليها قبر توبة، فقالت: السلام عليك يا
توبة، ثم حوّلت وجهها إلى القوم فقالت: ما عرفت له كذبة قطّ قبل هذا.