responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 16

الأخطل: من أشعر النّاس؟ قال: أنا يا أمير المؤمنين. فقلت لعبد الملك: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فتبسّم و قال:

هذا الأخطل. فقلت في نفسي: خذها ثنتين على وافد أهل العراق، فقلت: أشعر منك الذي يقول:

/

هذا غلام حسن وجهه‌

مستقبل الخير سريع التّمام‌

للحارث الأكبر و الحارث ال

أصغر و الأعرج خير الأنام‌

خمسة آباء و هم ما هم‌

هم خير من يشرب ماء الغمام‌

- و الشعر للنابغة- فقال الأخطل: إنّ أمير المؤمنين إنما سألني عن أشعر أهل زمانه، و لو سألني عن أشعر أهل الجاهليّة لكنت حريّا أن أقول كما قلت أو شبيها به. فقلت في نفسي: خذها ثلاثا على وافد أهل العراق. (يعني أنه أخطأ ثلاث مرات). و نسخت هذا الخبر من كتاب أحمد بن الحارث الخرّاز و لم أسمعه من/ أحد، و وجدته أتمّ مما رأيت في كل موضع، فأتيت به في هذا الموضع و إن لم يكن من خاصّ خبر النّابغة لأنه أليق به. قال أحمد بن الحارث الخرّاز حدّثني المدائنيّ عن عبد الملك بن مسلم قال:

كتب عبد الملك إلى الحجّاج: إنه ليس شي‌ء من لذّة الدنيا إلّا و قد أصبت منه، و لم يكن عندي شي‌ء ألذّه إلا مناقلة الإخوان للحديث. و قبلك عامر الشّعبيّ، فابعث به إليّ يحدّثني. فدعا الحجّاج الشغبيّ فجهّزه و بعث به إليه و قرّظه و أطراه في كتابه. فخرج الشعبيّ، حتى إذا كان بباب عبد الملك قال للحاجب: استأذن لي. قال: من أنت؟

قال: أنا عامر الشعبيّ. قال: حيّاك اللّه! ثم نهض فأجلسني على كرسيّه. فلم يلبث أن خرج إليّ فقال: ادخل يرحمك اللّه. فدخلت، فإذا عبد الملك جالس على كرسيّ و بين يديه رجل أبيض الرأس و اللّحية على كرسيّ، فسلّمت فردّ عليّ السلام، ثم أومأ إليّ بقضيبه فقعدت عن يساره، ثم أقبل على الذي بين يديه فقال: ويحك! من أشعر النّاس؟ قال: أنا يا أمير المؤمنين. قال الشعبيّ. فأظلم عليّ ما بيني و بين عبد الملك، فلم أصبر أن قلت: و من هذا يا أمير المؤمنين الذي يزعم أنه أشعر النّاس؟!- قال: فعجب عبد الملك من عجلتي قبل أن يسألني عن حالي- قال: هذا الأخطل. فقلت: يا أخطل! أشعر و اللّه منك الذي يقول:

هذا غلام حسن وجهه‌

مستقبل الخير سريع التّمام‌

للحارث الأكبر و الحارث ال

أصغر و الأعرج خير الأنام‌

ثم لهند و لهند فقد

أسرع في الخيرات منه إمام‌

خمسة آباء و هم ما هم‌

هم خير من يشرب صوب الغمام‌

فردّدتها حتى حفظها عبد الملك. فقال الأخطل: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا الشعبيّ. قال فقال: صدق و اللّه يا أمير المؤمنين، النابغة و اللّه أشعر منّي. فقال الشعبيّ: ثم أقبل عليّ فقال: كيف أنت يا شعبيّ؟ قلت: بخير يا أمير المؤمنين فلا زلت به. ثم ذهبت لأضع معاذيري لما كان من خلافي [1] على الحجاج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث؛ فقال: مه [2]! إنّا لا نحتاج إلى هذا المنطق و لا تراه منّا في قول و لا فعل حتى تفارقنا. ثم أقبل عليّ فقال: ما تقول في النّابغة؟ قال قلت: يا أمير المؤمنين، قد فضّله عمر بن الخطّاب في غير موطن على الشعراء


[1] كذا في «أمالي السيد المرتضى» (ج 3 ص 102 الطبعة الأولى بمطبعة السعادة بالقاهرة). و في «الأصول»: «... خلافي عن الحجاج».

[2] مه: اسم فعل بمعنى أكفف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست