responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 398

تمثل بشعره نديم لسليمان بن وهب و كان عربد عليه و أغضبه فرضي عنه:

أخبرني عمّي قال حدّثني الحسن بن الحسن بن رجاء عن أبيه قال:

كان لسليمان بن [1] وهب نديم يأنس به و يألفه، فعربد عليه ليلة من الليالي عربدة قبيحة، فاطّرحه و جفاه مدّة. فوقف له على الطريق. فلما مرّ به وثب إليه [2] فقال له: أيها الوزير، أ لا تكون في أمري كما قال عليّ بن الجهم:

القوم إخوان صدق بينهم نسب‌

من المودّة لم يعدل بها نسب‌

تراضعوا درّة الصّهباء بينهم‌

فأوجبوا لرضيع الكأس ما يجب‌

/ لا تحفظنّ على السّكران زلّته‌

و لا تريبنك من أخلاقه ريب‌

فقال له سليمان: قد رضيت عنك رضا صحيحا، فعد إلى ما كنت عليه من ملازمتي.

و أوّل هذه الأبيات:

الورد يضحك و الأوتار تصطخب‌

و النّاي يندب أشجانا و ينتحب‌

و الرّاح تعرض في نور الرّبيع كما

تجلى العروس عليها الدّرّ و الذّهب‌

و اللّهو يلحق مغبوقا بمصطبح‌

و الدور [3] سيّان محثوث و منتخب‌

و كلّما انسكبت في الكأس آونة

أقسمت أنّ شعاع الشّمس ينسكب‌

أنشد عبد اللّه بن طاهر شعرا و كان مغتما فسرى عنه:

أخبرني عمّي قال حدّثنا محمد بن سعد قال حدّثني أسلم مولى عبد اللّه بن طاهر قال:

دخل عليّ بن الجهم يوما على عبد اللّه بن طاهر في غدوة من غدوات الرّبيع و في السماء غيم رقيق و المطر يجي‌ء قليلا و يسكن قليلا، و قد كان عبد اللّه عزم على الصّبوح. فغاضبته حظيّة له، فتنغّص عليه عزمه و فتر. فخبّر عليّ بن الجهم بالخبر و قيل له: قل في هذا المعنى شيئا، لعله ينشط للصّبوح. فدخل عليه فأنشده:

صوت‌

أما ترى اليوم ما أحلى شمائله‌

صحو و غيم و إبراق و إرعاد

كأنّه أنت يا من لا شبيه له‌

وصل و هجر و تقريب و إبعاد

فباكر الرّاح و اشربها معتّقة

لم يدّخر مثلها كسرى و لا عاد

و اشرب على الرّوض إذ لاحت زخارفه‌

زهر و نور و أوراق و أوراد


[1] هو أبو أيوب سليمان بن وهب بن سعيد. كتب للمأمون و هو ابن أربع عشرة سنة ثم لإيتاخ ثم لأشناس، ثم ولي الوزارة للمهتدي باللّه ثم للمعتمد على اللّه، و قد مدحه خلق كثير من أعيان الشعراء كأبي تمام و البحتري. و تنقل سليمان المذكور في الدواوين الكبار و الوزارة. و لم يزل كذلك حتى توفي مقبوضا عليه في منتصف صفر سنة 272. (راجع ابن خلكان).

[2] في ب، س، ح: «عليه».

[3] كذا في الأصول.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست