- و كان يفعل ذلك إذا/ تغنّى لقبح وجهه- ثم أخذ العود فغنّاهم، فأرخى
ثوبه على عينيه و هو يغنّي، حتى إذا اكتفوا ألقى عوده و قال: معذرة. فقالوا: نعم،
قد قبل اللّه عذرك فأحسن اللّه إليك، و مسح [1] ما بك، و انصرفوا يتعجّبون مما
سمعوا. فمرّوا بالمدينة منصرفين، فسمعوا من معبد و مالك، فجعلوا لا يطربون لهما و
لا يعجبون بهما كما كانوا يطربون. فقال أهل المدينة: نحلف باللّه لقد سمعتم بعدنا
ابن سريج! قالوا: أجل! لقد سمعناه فسمعنا ما لم نسمع مثله قطّ، و لقد نغّص [2]
علينا ما بعده.
تغني رقطاء
الحبطية برمل ابن سريج في شعر ابن عمارة السلميّ
و ذكر
العتّابيّ [3] أنّ زكريّا بن يحيى حدّثه قال حدّثني عبد اللّه بن محمد بن عثمان
العثمانيّ عن بعض أهل الحجاز قال: التقى قنديل الجصّاص و أبو الجديد [4] بشعب
الصّفراء [5]، فقال قنديل لأبي الجديد: من أين و إلى أين؟ قال: مررت برقطاء
الحبطيّة [6] رائحة تترنّم برمل ابن سريج في شعر ابن عمارة السّلميّ:
-
في ص 249 من هذا الجزء أن ابن سريج كان يلبس جمة و كان لا يغني إلا مقنعا مسبل
القناع على وجهه.
[1] في ح، ر:
«مصح» بالصاد، و كلاهما بمعنى أذهب اللّه علتك و استأصلها. و في حديث الدعاء
للمريض «مسح اللّه عنك ما بك».
و قال ابن
سيده: يقال مصح اللّه ما بك: أذهبه. و قال الهرويّ في «الغريبين»: إن مصح لا
يتعدّى بنفسه و إنما يتعدّى بالباء أو الهمزة؛ يقال: مصح اللّه بما بك أو أمصح
اللّه ما بك بمعنى أذهبه.
[5] الصفراء:
واد بناحية المدينة كثير النخل و الزرع و الخير في طريق الحاج، و سلكه رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غير مرة، و بينه و بين بدر مرحلة.
و الشعب:
مسيل الماء في بطن الأرض.
[6] في ت:
«الحنطية». و الحبطية: نسبة إلى الحبط ككنف و سبب، و هو الحارث بن مازن بن مالك بن
عمرو بن تميم. و سمى الحبط لأنه كان في سفر فأصابه مثل الحبط (انتفاخ البطن) الذي
يصيب الماشية. و قال ابن الكلبيّ: كان أكل طعاما فأصابته منه هيضة.
و قال ابن
دريد: كان أكل صمغا فحبط عنه، و تسمى بنوه الحبطات. و ما لحنطبية: نسبة إلى حنطب.
و ممن اشتهر بهذا الاسم «المطلب بن عبد اللّه بن حنطب».
[7] المأزم:
الطريق الضيق بين الجبال. و في ح، ر: «مأزمي فج». و في «ياقوت» (مادة «نصاع»):
«سقى مأزمي فخ» بالخاء المعجمة.
و فج: موضع
أو جبل في ديار سليم بن منصور. و فخ: واد بمكة و ماء أقطعه النبيّ صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم عظيم بن الحارث المحاربيّ. و بئر خالد، لم نعثر عليها في «معجمات
البلدان».
[8] كذا في
«ياقوت» مادة «نصاع». و في ت، م، ء، أ: «فوادي نطاع» و في ج، ر: «فوادي قطاع». و
في ب، س: «غوادي قطاع» و كلها محرّفة. و قد ذكر ياقوت وادي نصاع و قال عنه: إنه
موضع في قول الشاعر، و استشهد بالبيت و لم يبيّنه.
[9] لم نعثر
على ما يسمى بالقرون إلا قرون البقر، و هو موضع في ديار بني عامر، و كان به يوم من
أيام العرب. و في ح، ر:
«الفروق». و
الفروق بضم الفاء: موضع في ديار بني سعد. و الفروق بالفتح: عقبة دون هجر إلى نجد
بين هجر و مهب الشمال، و كان فيه يوم من أيامهم لبني عبس على بني سعد بن زيد مناة
بن تميم.
[10] قال في
«تاج العروس»: وادي عمد، بحضر موت اليمن.