- الغناء لابن سريج رمل بالبنصر عن الهشاميّ-
فزففت [3] خلفها زفيف النّعامة، فما انجلت غشاوتي إلا و أنا بالمشاش [4] حسير [5]،
فأودعتها قلبي و خلّفته لديها، و أقبلت أهوي كالرّخمة [6] بغير قلب. فقال لي
قنديل:
ما دفع أحد من
المزدلفة أسعد منك، سمعت شعر ابن عمارة في غناء ابن سريج من رقطاء الحبطيّة؛ لقد
أوتيت/ جزءا من النبوّة. قال: و كانت رقطاء هذه من أضرب الناس؛ فدخل رجل من أهل
المدينة منزلها فغنّته صوتا.
فقال له بعض من
حضر: هل رأيت قطّ أو ترى أفصح من وتر هذه؟ فطرب المدنيّ و قال: عليّ العهد إن لم
يكن و ترها من معي بشكست [7] النّحويّ، فكيف لا يكون فصيحا! و بشكست هذا كان
نحويّا بالمدينة، و قتل مع الشّراة [8] الخارجين مع أبي حمزة صاحب عبد اللّه بن
يحيى الكنديّ الشّاري المعروف بطالب الحقّ.
غناء ابن
سريج مخلوق من قلوب الناس جميعا
قال محمد بن
الحسن و حدّث [9] عن إسحاق عن أبيه أنه كان يقول:
غناء كلّ مغنّ
مخلوق من قلب رجل واحد، و غناء ابن سريج مخلوق من قلوب الناس جميعا. و كان يقول:
الغناء على
ثلاثة أضرب، فضرب مله [10] مطرب يحرّك و يستخفّ، و ضرب ثان له شجا و رقّة، و ضرب
ثالث حكمة و إتقان صنعة.
قال: و كل هذا
مجموع في غناء ابن سريج.
التقاء ابن
سلمة الزهريّ و الأخضر الجدّي ببئر الفصح و تغني ابن سلمة بغناء ابن سريج
قال العتّابيّ
[11] و حدّثني زكريّا بن يحيى عن عبد اللّه بن محمد العثمانيّ قال: ذكر بعض
أصحابنا الحجازيّين قال:
التقى ابن سلمة
الزّهريّ و الأخضر الجدّيّ [12] ببئر الفصح [13]، فقال ابن سلمة: هل لك في
الاجتماع نستمتع
[4] في
«ياقوت»: المشاش بالضم، قال عرّام: و يتصل بجبال عرفات جبال الطائف و فيها مياه
كثيرة أو شال و عظائم قنيّ منها المشاش، و هو الذي يجري بعرفات و يتصل إلى مكة.