قال ابن عبد
الرحيم: حدّثني أبو نصر الزجاج قال: كنت جالسا مع أبي الفرج الأصبهاني في دكّان في
سوق الورّاقين، و كان أبو الحسن علي بن يوسف بن البقّال الشاعر جالسا عند أبي
الفتح بن الجزّار الورّاق و هو ينشد أبيات إبراهيم بن العبّاس الصّوليّ التي يقول
فيها:
رأى خلّتي من حيث يخفى مكانها
فكانت قذى عينيه حتى تجلّت
فلما بلغ إليه
استحسنه و كرره؛ و رآه أبو الفرج فقال لي: قم إليه فقل له: قد أسرفت في استحسان
هذا البيت، و هو كذلك، فأين موضع الصنعة فيه؟ فقلت له ذاك؛ فقال: قوله «فكانت قذى
عينيه» فعدت إليه و عرّفته، فقال: عد إليه فقل له: أخطأت، الصنعة في قوله «من حيث
يخفى مكانها». قال ياقوت: و قد أصاب كل واحد منهما حافة من الغرض؛ فإن الموضعين
معا غاية في الحسن و إن كان ما ذهب إليه أبو الفرج أحسن.
مؤلفاته
[1]
يراش: أي يصير له ريش، و المراد اليسار و حسن الحال. و يقال: راشه يريشه إذا أحسن
إليه؛ و أصله من الريش؛ لأن الفقير المملق لا ينهض كالمقصوص الجناح من الطير.
[2] ينتاش: ينقذ؛
يقال: انتاشني فلان من التهلكة، أي أنقذني.
[3] يقال:
أدل عليه، إذا وثق بمحبته. فأفرط عليه. و يقال: هي تدلّ عليه أي تجترئ عليه.