responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 21

أبا فرج أهجى لديك و يعتدى‌

عليّ فلا تحمي لذاك و تغضب‌

فكتبت إليه:

لعمرك ما أنصفتني في مودّتي‌

فكن معتبا إنّ الأكارم تعتب‌

عجبت لما بلّغت عنّي باطلا

و ظنّك بي فيه لعمرك أعجب‌

ثكلت إذا نفسي و عرسي و أسرتي‌

بفقدي و لا أدركت ما كنت أطلب‌

فكيف بمن لا حظّ لي في لقائه‌

و سيّان عندي وصله و التجنّب‌

فثق بأخ أصفاك محض مودّة

تشاكل منها ما بدا و المغيّب‌

و قال من قصيدة يرثي بها ديكا و هي من أجود ما قيل في مراثي الحيوان:

خطب طرقت به أمرّ طروق‌

فظّ الحلول عليّ غير شفيق‌

فكأنما نوب الزمان محيطة

بي راصدات [1] لي بكلّ طريق‌

حتى متى تنحي [2] عليّ صروفها

و تغصّني فجعاتها بالريق‌

ذهبت بكل مصاحب و مناسب‌

و موافق و مرافق و صديق‌

حتى بديك كنت آلف قربه‌

حسن إليّ من الديوك رشيق‌

و منها:

لهفي عليك أبا النذير لو انّه‌

دفع المنايا عنك لهف شفيق‌

و على شمائلك اللواتي ما نمت‌

حتى ذوت من بعد حسن سموق [3]

لما بقعت [4] و صرت علق مضنّة [5]

و نشأت نش‌ء المقبل الموموق [6]

و تكاملت جمل الجمال بأسرها

لك من جليل واضح و دقيق‌

و كسيت كالطاوس ريشا لا معا

متلألئا ذا رونق و بريق‌

من حمرة في صفرة في خضرة

تخييلها يغنى عن التحقيق‌

عرض يجلّ عن القياس و جوهر

لطفت معانيه عن التدقيق‌

و خطرت ملتحفا ببرد حبّرت [7]

منه بديع الوشي كفّ أنيق‌


[1] راصدات: راقبات.

[2] تنحى: تقبل.

[3] سموق: علو و ارتفاع.

[4] يقال: بقع الطير: أي اختلف لونه فهو أبقع.

[5] العلق: النفيس من كل شي‌ء. و يقال: هذا الشي‌ء علق مضنة أي يضنّ به.

[6] الموموق: المحبوب.

[7] حبرت: حسنت.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست