responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 203

و بكيا طويلا، و قام فركب فرسه و وقف ينظر إليهم و هم يرحلون [1]، ثم أتبعهم بصره حتى غابوا، و أنشأ يقول:

يا صاحبيّ قفا نستخبر الطّللا

عن حال [2] من حلّه بالأمس ما فعلا

فقال لي الرّبع لمّا أن وقفت به‌

إنّ الخليط أجدّ [3] البين فاحتملا [4]

و خادعتك النّوى [5] حتى [6] رأيتهم‌

في الفجر يحتثّ [7] حادي عيسهم [8] زجلا [9]

// لمّا وقفنا نحيّيهم و قد صرخت‌

هواتف البين و استولت بهم أصلا [10]

صدّت بعادا و قالت للّتي معها

باللّه لوميه في بعض الذي فعلا

و حدّثيه بما حدّثت و استمعي‌

ما ذا يقول و لا تعيي به [11] جدلا

حتى يرى أنّ ما قال الوشاة له‌

فينا لديه إلينا كلّه نقلا [12]

و عرّفيه به كالهزل و احتفظي‌

في بعض [13] معتبة أن تغضبي [14] الرجلا

فإنّ عهدي به و اللّه يحفظه‌

و إن أتى الذنب ممن يكره العذلا

لو عندنا اغتيب أو نيلت نقيصته‌

ما آب مغتابه من عندنا جذلا

قلت اسمعي فلقد أبلغت في لطف‌

و ليس يخفى على ذي اللّبّ من هزلا


[1] يرحلون: يشدّون على إبلهم الرحال.

[2] في «ديوانه»: «عن بعض».

[3] أجدّ البين: اعتزمه.

[4] احتمل: ارتحل.

[5] النوى: الفراق و البعد.

[6] كذا في «ديوانه» و في الأصول: «لما».

[7] يحتث: يسوق.

[8] في «الديوان»: «عيرهم».

[9] زجلا: رافعا صوته في حداء الإبل لتسرع في السير. و أصل الزجل الجلبة و رفع الصوت، و خص به التطريب، و أنشد سيبويه في وصف حمار وحش:

له زجل كأنّه صوت حاد

إذا طلب الوسيقة أو زمير

و ذكره في باب ما يحتمل الشعر من استباحة الضرورة، و هي هنا حذف الواو المبينة لحركة الهاء. في قوله «كأنه». و الوسيقة: أنثاه التي يضمها و يجمعها، من وسقت الشي‌ء: جمعته.

[10] في «ديوانه»:

لما وقفنا نحييهم و قد شحطت‌

نعامة البين فاستولت بهم أصلا

و شحطت نعامة البين: ارتحلوا و فرّقهم البين. و في «اللسان» (مادتي نعم و شال): يقال للقوم إذا ارتحلوا عن منزلهم أو تفرّقوا: قد جفّت نعامتهم و شالت نعامتهم. و الأصل: جمع أصيل و هو العشيّ، و قيل هو مفرد، أنشد ثعلب:

و تمذّرت نفسي و لم أزل‌

بدلا نهاري كلّه حتى الأصل‌

فقوله «بدلا نهاري كله» يدل على أن الأصل هاهنا واحد.

[11] لا تعيي به جدلا: لا تعجزي في مجادلته.

[12] في «ديوانه» المخطوط:

في القول فينا و ما قد أكثروا بطلا

[13] في «ديوانه»: «في غير».

[14] كذا في «ديوانه» و أكثر النسخ. و في ب: «أن تخطئ» و في م، ء، أ: «أن تسخطي».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست