responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 19

زال [1]

همّي منهن أزرق ترك

يّ السّبالين [2] أنمر [3] الجلباب‌

ليث غاب خلقا و خلقا فمن لا

ح لعينيه خاله ليث غاب‌

ناصب طرفه إزاء الزوايا

و إزاء السقوف و الأبواب‌

ينتضي الظفر حين يطفر للصي

د و إلا فظفره في قراب‌

لا ترى أخبثيه عين و لا يع

لم ما جنّتاه [4] غير التراب‌

قرّطوه [5] و شنّفوه [6] و حلّو

ه أخيرا و أوّلا بالخضاب‌

فهو طورا يمشي بحلي عروس‌

و هو طورا يخطو على عنّاب‌

حبذا ذاك صاحبا هو في الصح

بة أوفى من أكثر الأصحاب‌

و قال من قصيدة المهلّب عيديّة:

إذا ما علا في الصدر للنهي و الأمر

و بثّهما في النفع منه و في الضر

و أجرى ظبا [7] أقلامه و تدفّقت‌

بديهته كالمستمدّ من البحر

رأيت نظام الدرّ في نظم قوله‌

و منثوره الرقراق في ذلك النثر

و يقتضب المعنى الكثير بلفظة

و يأتي بما تحوي الطوامير [8] في سطر

أيا غرّة الدهر ائتنف غرّة الشهر

و قابل هلال الفطر في ليلة الفطر

بأيمن إقبال و أسعد طائر

و أفضل ما ترجوه في أفسح العمر

مضى عنك شهر الصوم يشهد صادقا

بطهرك فيه و اجتنابك للوزر

فأكرم بما خطّ الحفيظان منهما

و أثنى به المثنى و أطرى به المطرى‌

و زكّتك أوراق المصاحف و انتهى‌

إلى اللّه منها طول درسك و الذكر

و قبضك كفّ البطش عن كل مجرم‌

و بسطكها بالعرف في الخير و البرّ

و له فيه:

و هذا الشتاء كما قد ترى‌

عسوف [9] عليّ قبيح الأثر


[1] زال: فرق.

[2] السبالان: الشاربان.

[3] الأنمر: ما فيه نمرة بيضاء و أخرى سوداء.

[4] جن الشي‌ء: أخفاه و ستره.

[5] قرّطوه: ألبسوه القرط.

[6] شنفوه: جعلوا له شنفا و هو القرط.

[7] الظبا: جمع ظبة، و هي في الأصل حدّ. السيف أو السنان و نحوه.

[8] جمع طومار أو طامور و هو الصحيفة.

[9] العسوف: الجائر الظلوم.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست