زال [1]
همّي منهن أزرق ترك
يّ السّبالين [2] أنمر [3] الجلباب
ليث غاب خلقا و خلقا فمن لا
ح لعينيه خاله ليث غاب
ناصب طرفه إزاء الزوايا
و إزاء السقوف و الأبواب
ينتضي الظفر حين يطفر للصي
د و إلا فظفره في قراب
لا ترى أخبثيه عين و لا يع
لم ما جنّتاه [4] غير التراب
قرّطوه [5] و شنّفوه [6] و حلّو
ه أخيرا و أوّلا بالخضاب
فهو طورا يمشي بحلي عروس
و هو طورا يخطو على عنّاب
حبذا ذاك صاحبا هو في الصح
بة أوفى من أكثر الأصحاب
و قال من قصيدة المهلّب عيديّة:
إذا ما علا في الصدر للنهي و الأمر
و بثّهما في النفع منه و في الضر
و أجرى ظبا [7] أقلامه و تدفّقت
بديهته كالمستمدّ من البحر
رأيت نظام الدرّ في نظم قوله
و منثوره الرقراق في ذلك النثر
و يقتضب المعنى الكثير بلفظة
و يأتي بما تحوي الطوامير [8] في سطر
أيا غرّة الدهر ائتنف غرّة الشهر
و قابل هلال الفطر في ليلة الفطر
بأيمن إقبال و أسعد طائر
و أفضل ما ترجوه في أفسح العمر
مضى عنك شهر الصوم يشهد صادقا
بطهرك فيه و اجتنابك للوزر
فأكرم بما خطّ الحفيظان منهما
و أثنى به المثنى و أطرى به المطرى
و زكّتك أوراق المصاحف و انتهى
إلى اللّه منها طول درسك و الذكر
و قبضك كفّ البطش عن كل مجرم
و بسطكها بالعرف في الخير و البرّ
و له فيه:
و هذا الشتاء كما قد ترى
عسوف [9] عليّ قبيح الأثر
[2] السبالان: الشاربان.
[3] الأنمر: ما فيه نمرة بيضاء و أخرى سوداء.
[4] جن الشيء: أخفاه و ستره.
[5] قرّطوه: ألبسوه القرط.
[6] شنفوه: جعلوا له شنفا و هو القرط.
[7] الظبا: جمع ظبة، و هي في الأصل حدّ. السيف أو السنان و نحوه.
[8] جمع طومار أو طامور و هو الصحيفة.
[9] العسوف: الجائر الظلوم.