أراد أكل شيء بملعقة كالأرز و اللبن و أمثاله، وقف من جانبه الأيمن
غلام معه نحو ثلاثين ملعقة زجاجا مجرودا [1]- و كان يستعمله كثيرا- فيأخذ منه
ملعقة يأكل بها من ذلك اللون لقمة واحدة ثم يدفعها إلى غلام آخر قام من الجانب
الأيسر، ثم يأخذ أخرى فيفعل بها فعل الأولى حتى ينال الكفاية، لئلا يعيد الملعقة
إلى فيه دفعة ثانية. فلما كثر على المهلبيّ استمرار ما قدّمنا ذكره جعل له
مائدتين: إحداهما كبيرة عامة، و أخرى لطيفة خاصة، و كان يؤاكله عليها من يدعوه
إليها.
و كانت صحبته
للمهلبيّ قبل الوزارة و بعدها إلى أن فرّق بينهما الموت.
تشيّعه
كان أبو الفرج
الأصبهانيّ، مع كونه من صميم بني أمية، على مذهب الشيعة. فقد قال التنوخيّ عنه: و
من المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصفهاني. و قال ابن شاكر في «عيون
التواريخ» عنه: إنه كان ظاهر التشيع.
و قال ابن
الأثير في كتاب «الكامل»: و كان أبو الفرج شيعيا، و هذا من العجب.
شعره و أدبه
كان أبو الفرج
كاتبا لركن الدولة حظيا عنده محتشما لديه. و كان يتوقع من الرئيس أبي الفضل بن
العميد أن يكرمه و يبجّله و يتوفّر عليه [2] في دخوله و خروجه، و عدم ذلك منه
فقال: