responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 18

أراد أكل شي‌ء بملعقة كالأرز و اللبن و أمثاله، وقف من جانبه الأيمن غلام معه نحو ثلاثين ملعقة زجاجا مجرودا [1]- و كان يستعمله كثيرا- فيأخذ منه ملعقة يأكل بها من ذلك اللون لقمة واحدة ثم يدفعها إلى غلام آخر قام من الجانب الأيسر، ثم يأخذ أخرى فيفعل بها فعل الأولى حتى ينال الكفاية، لئلا يعيد الملعقة إلى فيه دفعة ثانية. فلما كثر على المهلبيّ استمرار ما قدّمنا ذكره جعل له مائدتين: إحداهما كبيرة عامة، و أخرى لطيفة خاصة، و كان يؤاكله عليها من يدعوه إليها.

و كانت صحبته للمهلبيّ قبل الوزارة و بعدها إلى أن فرّق بينهما الموت.

تشيّعه‌

كان أبو الفرج الأصبهانيّ، مع كونه من صميم بني أمية، على مذهب الشيعة. فقد قال التنوخيّ عنه: و من المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصفهاني. و قال ابن شاكر في «عيون التواريخ» عنه: إنه كان ظاهر التشيع.

و قال ابن الأثير في كتاب «الكامل»: و كان أبو الفرج شيعيا، و هذا من العجب.

شعره و أدبه‌

كان أبو الفرج كاتبا لركن الدولة حظيا عنده محتشما لديه. و كان يتوقع من الرئيس أبي الفضل بن العميد أن يكرمه و يبجّله و يتوفّر عليه [2] في دخوله و خروجه، و عدم ذلك منه فقال:

مالك موفور فما باله‌

أكسبك التّيه على المعدم‌

و لم إذا جئت نهضنا و إن‌

جئنا تطاولت و لم تتمم‌

و إن خرجنا لم تقل مثل ما

نقول «قدّم طرفه قدّم»

إن كنت ذا علم فمن ذا الذي‌

مثل الذي تعلم لم يعلم‌

و لست في الغارب من دولة

و نحن من دونك في المنسم [3]

و قد ولينا و عزلنا كما

أنت فلم نصغر و لم نعظم‌

تكافأت أحوالنا كلّها

فصل على الإنصاف أو فاصرم‌

و كتب أبو الفرج إلى المهلبيّ يشكو الفأر و يصف الهرّ:

يا لحدب الظهور قصع الرقاب‌

لدقاق الأنياب و الأذناب‌

خلقت للفساد مذ خلق الخل

ق و للعيث و الأذى و الخراب‌

ناقبات في الأرض و السقف و الحي

طان نقبا أعيا على النقّاب‌

آكلات كلّ المآكل لا تأ

منها شاربات كلّ الشراب‌

آلفات قرض الثياب و قد يع

دل قرض القلوب قرض الثياب‌


[1] مجرودا: مجلوّا.

[2] توفر على صاحبه: رعى حرماته.

[3] الغارب: ما بين العنق و السنام من البعير. و المنسم: خفه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست