اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 554
فضل السابق على المسبوق:
عقد ابن منقذ لهذا النوع بابا[1] و قال إنه
كقول حسّان بن ثابت:
ترك
الأحبة أن يقاتل دونهم
و
نجا برأس طمرّة و لجام
أخذه أبو تمّام فقال:
ترك
الأحبّة ناسيا لا ساليا
عذر
النسيّ خلاف عذر السّالي
و قال حسّان:
يغشون
حتى ما تهرّ كلابهم
لا
يسألون عن السواد المقبل
و قال أبو نواس:
الى
بيت حان لا تهرّ كلابه
عليّ
و لا ينكرن طول ثوائي
و هذا من باب الأخذ و السرقات.
الفكّ و السّبك:
فككت الشيء فانفك بمنزلة الكتاب
المختوم تفك خاتمه، و فككت الشيء خلصّته، و فك الشيء يفكّه فكا فانفك: فصله.
سبك الذهب و الفضة و نحوه من
الذائب يسبكه و يسبكه سبكا و سبكة: ذوّبه و أفرغه في قالب.
و السبك: تسبيك السبيكة من الذهب و
الفضة يذاب و يفرغ في مسبكة من حديد[2].
عقد ابن منقذ للفكّ و السّبك بابا
و قال: «أما الفكّ فهو أن ينفصل المصراع الاول
من المصراع الثاني و لا يتعلق بشيء من معناه»[3] مثل قول زهير:
حيّ
الديار التي لم يعفها القدم
بلى
و غيّرها الأرواح و الدّيم
«و أما السّبك فهو أن يتعلّق كلمات
البيت بعضها ببعض من أوّله الى آخره»[4] كقول زهير:
يطعنهم
ما ارتموا حتى اذا اطّعنوا
ضارب
حتى اذا ما ضاربوا اعتنقا
و لذلك قيل: «خير الكلام المحبوك المسبوك الذي يأخذ بعضه برقاب بعض».
الفواصل:
الفصل، بون ما بين الشيئين، و
الفصل من الجسد:
موضع المفصل و بين كل فصلين وصل. و
الفاصلة:
الخرزة التي تفصل بين الخرزتين في
النظام، و قد فصّل النظم، و عقد مفصّل أي جعل بين كل لؤلؤتين خرزة[5]
انتبه الى الفواصل الأدباء و
المفسرون منذ عهد مبكر و قد ربط الخليل بينها و بين السجع فقال؛:
«سجع الرجل اذا نطق بكلام له فواصل كقوافي الشعر من غير وزن»[6]، و قرنها سيبويه بالقوافي فقال: «و جميع ما لا يحذف في الكلام و ما يختار فيه أن لا يحذف، يحذف في
الفواصل و القوافي»[7]، و ذكرها الفراء باسمها فقال عن قوله تعالى:وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ
رَبِّهِ جَنَّتانِ[8] «و انما ثنّاها هنا لأجل الفاصلة، رعاية للتي قبلها و التي بعدها على
هذا الوزن. و القوافي تحتمل في الزيادة و النقصان ما لا يحتمله سائر الكلام»[9].
و سمّاه ايضا رؤوس الايات و قال و
هو يتحدث عن قوله تعالى:أَ إِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً[10] ان عمر بن