responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 479

و معظم المتأخرين‌ [1].

و الخبر ثلاثة أضرب:

الأول: الابتدائي، و هو الخبر الذي يكون خاليا من المؤكّدات لأنّ المخاطب خالي الذهن من الحكم الذي تضمنه. و من ذلك قوله تعالى: قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا [2].

و منه قول المتنبي:

أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي‌

و اسمعت كلماتي من به صمم‌

أنام مل‌ء عيوني عن شواردها

و يسهر الخلق جرّاها و يختصم‌

الثاني: الطلبي، و هو الخبر الذي يتردد المخاطب فيه و لا يعرف مدى صحته، أو هو كما قال السكاكي:

«و إذا ألقاها الى طالب لها متحير طرفاها عنده دون الاستناد فهو منه بين بين لينقذه من ورطة الحيرة استحسن تقوية المنقذ بادخال اللام في الجملة أو «إنّ» [3]. و منه قوله تعالى: وَ جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى‌، قالَ: يا مُوسى‌ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ‌ [4] و قوله تعالى: إِذْ قالُوا: لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلى‌ أَبِينا مِنَّا [5].

و منه قول جرير:

إنّ العيون التي في طرفها حور

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

و قول البحتري:

هل يجلبنّ اليّ عطفك موقف‌

ثبت لديك أقول فيه و تسمع‌

الثالث: الإنكاري، و هو الخبر الذي ينكره المخاطب إنكارا يحتاج الى أن يؤكّد بأكثر من مؤكد كقوله تعالى: وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ. إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ. قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَ ما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ. قالُوا: رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ‌ [6].

و منه قول الحماسي:

إنّا لنصفح عن مجاهل قومنا

و نقيم سالفة العدوّ الأصيد [7]

و متى نجد يوما فساد عشيرة

نصلح و إن نر صالحا لا نفسد

و للخبر مؤكدات كثيرة منها: إنّ، و أنّ، و كأنّ، و لكنّ، و لام الابتداء، و الفصل، و امّا، و قد، و السين، و القسم، و نونا التوكيد، و لن، و الحروف الزائدة، و حروف التنبيه.

و للخبر غرضان أصليان هما:

الأوّل: فائدة الخبر، و معناه إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة أو الكلام، و هذا هو الاصل في كل خبر لأنّ فائدته تقديم المعرفة او العلم الى الآخرين.

الثاني: لازم الفائدة و هذا الغرض لا يقدم جديدا للمخاطب و إنّما يفيد أنّ المتكلم عالم بالحكم.

و لكنّ الخبر كثيرا ما يخرج على خلاف مقتضى الظاهر فينزل غير السائل منزلة السائل و ينزل غير المنكر منزلة المنكر، و ينزل المنكر منزلة غير المنكر، و له معان‌


[1] شروح التلخيص ج 1 ص 173، المطول ص 38، الاطول ج 1 ص 44، الطراز ج 1 ص 61، البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 317، معترك ج 1 ص 422، الاتقان ج 2 ص 75، شرح عقود الجمان ص 9.

[2] الانبياء 63.

[3] مفتاح العلوم ص 81.

[4] القصص 20.

[5] يوسف 8.

[6] يس 13- 16.

[7] السالفة: صفحة العنق. الأصيد: المتكبر.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست