اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 478
الخاء
الخبر:
خبرت بالأمر أي علمته، و خبرت
الأمر أخبره إذا عرفته على حقيقته، و الخبر- بالتحريك- واحد الأخبار، و الخبر: ما أتاك
من نبأ عمن تستخبر، و الخبر: النبأ، و خبّره بكذا و أخبره: نبأه[1].
ذكر سيبويه الخبر مقابل الاستفهام[2]، و فعل مثله الفراء[3]، و بدأ هذا النوع يدخل الدراسات
البلاغية و يأخذ صورة محدودة، و قد قال المبرد عنه: «الخبر ما جاز على قائله التصديق و التكذيب»[4]. و قسّم ثعلب قواعد الشعر الى
أربعة: أمر و نهي و خبر و استخبار[5]، و قال إنّ الخبر كقول القطامي:
يقتلننا
بحديث ليس يعلمه
من
يتقين و لا مكنونه بادي
فهن
ينبذن من قول يصبن به
مواضع
الماء من ذي الغلّة الصادي
و قال ابن وهب: «و الخبر كل قول أفدت به مستمعه ما لم
يكن عندك كقولك: «قام زيد» فقد أفدته العلم بقيامه»[6].
و قال ابن فارس: «أما أهل اللغة فلا يقولون في الخبر
أكثر من أنّه إعلام، تقول: أخبرته أخبره، و الخبر هو العلم. و أهل النظر يقولون:
الخبر ما جاز تصديق قائله أو تكذيبه و هو إفادة المخاطب أمرا في ماض من زمان أو
مستقبل أو دائم»[7].
و لكنّ البلاغيين المتأخرين عادوا
في بحثه الى منهج المتكلمين و أدخلوا فيه المباحث الفلسفية و العقائدية فقال
الرازي: «القول المقتضي بتصريحه نسبة معلوم الى
معلوم بالنفي أو بالاثبات. و من حدّه:
المحتمل للتصديق و التكذيب
المحدودين بالصدق و الكذب، واقع في الدور مرتين»[8].
و ذكر السكاكي أقوال السابقين في
تعريف الخبر و ناقشها و ذهب الى أنّ الخبر و الطلب مستغنيان عن التعريف الحدّي[9]. أما
القزويني فقد ذكر آراء السابقين كالنّظّام و الجاحظ، و لكنه أخذ برأي الجمهور و
قال في أول بحثه للخبر: «اختلف الناس في انحصار الخبر في الصادق و الكاذب، فذهب الجمهور الى أنّه
منحصر فيهما ثم اختلفوا فقال الاكثر منهم: صدقه مطابقة حكمه للواقع و كذبه عدم
مطابقة حكمه، و هذا هو المشهور و عليه التعويل»[10]. و الى ذلك ذهب شراح التلخيص