responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 390

و قسّم ابن مالك التعليق الى قسمين:

الأول: أن تأتي في شي‌ء من الفنون بمعنى تام فيه توطئة لما تذكره بعد من معنى آخر، أما في ذلك الفن كقول أبي نواس:

لهم في بيتهم نسب‌

و في وسط الملا نسب‌

لقد زنّوا عجوزهم‌

و لو زنّيتها غضبوا

فعلق هجوهم بالسخف و الحماقة بهجوم بفجور أمهم و دناءة أبيهم حيث لم يرضوه و ادعوا غيره. و أما من فن آخر كقول المتنبي في صفة الليل:

أقلّب فيه أجفاني كأنّي‌

أعدّ بها على الدّهر الذنوبا

فعلّق في عتاب الزمان بفن الغزل اللازم من الوصف.

الثاني: أن يتضمن التعليق بالشرط وراء التلازم للدلالة على زيادة المبالغة كقول أبي تمام:

فان أنا لم يمدحك عني صاغرا

عدوّك فاعلم أنّني غير حامد

فانه كنّى بتعليق عدم حمده لممدوحه على عدم حمد عدوه صاغرا عن المبالغة و علو همته و اقتدار ممدوحه على كثرة العطاء [1].

و ذكر العلوي هذين القسمين و أمثلتهما بعد أن عرّف التعليق بقوله: «و هو في لسان علماء البيان مقول على حمل الشي‌ء على غيره لملازمة بينهما» [2].

و عاد ابن قيم الجوزية الى مذهب ابن منقذ فعقد للتعليق و الادماج فصلا واحدا و عرّفه بمثل تعريفه‌ [3].

التّعليل:

علّله بطعام و حديث و نحوهما: شغله بهما، يقال:

فلان يعلّل نفسه بتعلّة: و تعلّل به أي تلهّى به‌ [4].

التعليل هو حسن التعليل، و قد ذكر ابن سنان الاستدلال بالتعليل و لم يعرّفه‌ [5]. و تحدث عبد القاهر عن التخييل، و يفهم من كلامه أنّه يريد به حسن التعليل فقد قال: «و جملة الحديث الذي أريد بالتخييل ههنا ما يثبت فيه الشاعر أمرا هو غير ثابت أصلا و يدعي دعوة لا طريق الى تحصيلها و يقول قولا يخدع فيه نفسه» [6]. و سماه الرازي «حسن التعليل» و قال: «هو أن يذكر وصفان أحدهما لعلة الآخر و يكون الغرض ذكرهما جميعا» [7]، كقول القائل:

فان غادر الغدران في صحن وجنتي‌

فلا غرو منه لم يزل وابلا يهمي‌

و قال الحلبي و النّويري: «هو أن يدعى لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف و هو أربعة أضرب، لأنّ الصفة إما ثابتة قصد بيان علتها أو غير ثابتة أريد اثباتها» [8].

فالأولى: أن لا يظهر لها في العادة علة كقول المتنبي:

لم يحك نائلك السّحاب و إنّما

حمّت به فصبيبها الرّحضاء

أو تظهر لها علة كقول المتبي:

ما به قتل أعاديه و لكن‌

يتّقي إخلاف ما ترجو الذئاب‌

فانّ قتل الاعداء في العادة لدفع مضرتهم لا لما ذكره.

الثانية: اما ممكنة كقول مسلم بن الوليد:

يا واشيا حسنت فينا إساءته‌

نجّى حذارك إنساني من الغرق‌


[1] المصباح ص 123.

[2] الطراز ج 3 ص 159.

[3] الفوائد ص 215.

[4] اللسان (علل).

[5] سر الفصاحة ص 327.

[6] أسرار البلاغة ص 253.

[7] نهاية الايجاز ص 116.

[8] حسن التّوسّل ص 223، نهاية الارب ج 7 ص 115.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست