responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 389

علّق، يقال: علّق بها تعليقا أي ارتبط بها أو أحبها [1].

و قد عقد ابن منقذ بابا باسم «التعليق و الادماج» و قال: «هو أن تعلق مدحا بمدح و هجوا بهجو و معنى بمعنى» [2] كمال قال المتنبي:

الى كم تردّ الرسل فيما أتوا به‌

كأنّهم فيما وهبت ملام‌

أدمج «الرسل» بردّ اللوم، فكلاهما مديح.

و قول الآخر:

مغرى بقذف المحصنا

ت و ليس من أبنائهن‌

و قال ابن شيث القرشي: «التعليق هو أن يعلق معنى بمعنى فيعلق المدح بالمدح و الهجو بالهجو» [3].

و هذا تعريف ابن منقذ، و قد ذكر له البيت السابق و قول القائل: «و أنت أبدا تردّ على قولي حتى كأني ألومك فيما طبعت عليه من النوال أو أسومك أن تكون و أنت من سادات الكرام من البخال».

و علامة هذا الباب أن يكون أحد المعنيين تلويحا و الآخر تصريحا، و منه أن يتحيل الكاتب في بلاغته أن يقصد شيئا و يلف معه غيره. و هذا ما بحثه العسكري في باب «المضاعفة» و قال: «هو أن يتضمن الكلام معنيين مصرح به و معنى كالمشار اليه» [4]. و هو قريب مما سماه السكاكي «الاستتباع» و قال: «هو المدح بشي‌ء على وجه يستتبع مدحا آخر» [5].

و أشار الى ذلك المدني و هو يتحدث عن الاستتباع فقال: «هذا النوع سماه العسكري المضاعف و ابن أبي الاصبع و من بعده التعليق و سماه الزنجاني الموجّه، و السكاكي الاستتباع، و لم يغيّر أحد منهم من الشواهد. و هو عبارة عن الوصف بشي‌ء يستتبع وصفا آخر من جنس الوصف الأول مدحا كان أو ذما أو غير ذلك» [6]. و عاد المصري الى مصطلح ابن منقذ و قال: «التعليق هو أن يأتي المتكلم بمعنى في غرض من أغراض الشعر ثم يعلق به معنى آخر من ذلك الغرض يقتضي زيادة معنى من معانى ذلك الفن كمن يروم مدحا لانسان بالكرم فيعلق بالكرم شيئا يدل على الشجاعة بحيث لو أراد أن يخلص ذكر الشجاعة من الكرم لما قدر» [7]. و من ذلك قوله تعالى: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ‌ [8] فانه- سبحانه- لو اقتصر على وصفهم بالذل على المؤمنين لاحتمل أن يتوهم ضعيف الفهم أنّ ذلّهم عن عجز و ضعف فنفى ذلك عنهم و كمّل المدح لهم بذكر عزهم على الكافرين ليعلم أنّ ذلهم للمؤمنين عن تواضع للّه- سبحانه- لا عن ضعف و لا عجز، بلفظ اقتضت البلاغة الاتيان به ليتمم بديع اللفظ كما تم المدح، فحصل في هذه الالفاظ الاحتراس مدمجا في المطابقة و ذلك تبع للتعليق الذي هو مطلوب من الكلام.

و منه قول أحدهم في بعض القضاة و قد شهد عنده برؤية هلال الفطر فلم يجز الشهادة:

أترى القاضي أعمى‌

أم تراه يتعامى‌

سرق العيد كأنّ الع

يد أموال اليتامى‌

فعلق خيانة القاضي في أموال اليتامي بما قدّمه من خيانته أمر العيد برابطة التشبيه. و فصل المصري الادماج عن التعليق و عقد له بابا مستقلا و قال: «هو أن يدمج المتكلم غرضا له في ضمن معنى و قد نحّاه من جملة المعاني ليوهم السامع انه لم يقصده و انما عرض في كلام لتتمة معناه الذي قصد اليه» [9].


[1] اللسان (علق).

[2] البديع في نقد الشعر ص 58.

[3] معالم الكتابة ص 83.

[4] كتاب الصناعتين ص 423.

[5] مفتاح العلوم ص 202.

[6] أنوار الربيع ج 6 ص 148.

[7] تحرير التحبير ص 443، بديع القرآن ص 171.

[8] المائدة 54.

[9] تحرير ص 449، بديع القرآن ص 172.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست