اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 192
بلغ نهايته، و انتهى الشيء و
تناهى و نهّى: بلغ نهايته[1].
قال ابن رشيق: «و أمّا الانتهاء فهو قاعدة القصيدة و
آخر ما يبقى منها في الاسماع و سبيله أن يكون محكما لا تمكن الزيادة عليه و لا
يأتي بعده أحسن منه، و اذا كان أول الشعر مفتاحا له وجب أن يكون الآخر قفلا عليه.
و قد أربى أبو الطيب على كل شاعر في جودة فصول هذا الباب الثلاثة[2] إلا أنّه
ربما عقّد أوائل الاشعار ثقة بنفسه و إغرابا على الناس»[3]. كقوله في أول قصيدة:
و
فاؤكما كالربع أشجاه طاسمه
بأن
تسعدا و الدمع أشفاه ساجمه
و قال ابن رشيق بعد ذلك: «و من العرب من يختم القصيدة فيقطعها
و النفس بها متعلقة، و فيها راغبة مشتهية و يبقى الكلام مبتورا كأنه لم يتعمد جعله
خاتمة، كل ذلك رغبة في أخذ العفو و اسقاط الكلفة. ألا ترى معلقة امرىء القيس كيف
ختمها بقوله يصف السيل من شدة المطر:
فلم يجعل لها قاعدة كما فعل غيره
من أصحاب المعلقات و هي أفضلها.
و قد كره الحذّاق من الشعراء ختم
القصيدة بالدعاء؛ لأنّه من عمل أهل الضعف إلا للملوك فانهم يشتهون ذلك ما لم يكن
من جنس قول أبي الطيب يذكر الخيل لسيف الدولة:
فلا
هجمت بها إلا على ظفر
و
لا وصلت بها إلا الى أمل
فان هذا شبيه ما ذكر عن بغيض: كان
يصابح الأمير فيقول: لا صبّح اللّه الأمير بعافية، و يسكت ثم يقول:
إلا و مسّاه بأكثر منها، و يماسيه
فيقول: لا مسّى اللّه الأمير بنعمة و يسكت سكتة ثم يقول: إلا و صبّحه بأتمّ منها،
أو نحو هذا، فلا يدعو له حتى يدعو عليه، و مثل هذا قبيح لا سيما عن مثل أبي الطيب»[5].
و سماه القزويني كما سماه ابن رشيق
و قال: «ينبغي للمتكلم أن يتأنق في ثلاثة مواضع
من كلامه حتى تكون أعذب لفظا و أحسن سبكا و أصح معنى، الأول الابتداء ... و الثاني
التخلص ... و الثالث الانتهاء لأنّه آخر ما يعيه السمع و يرتسم في النفس»[6].
و من الانتهاءات المرضية قول أبي
نواس:
فبقيت
للعلم الذي تهدي له
و
تقاعست عن يومك الأيام
و قول أبي تمام في خاتمة قصيدة فتح
عمورية:
إن
كان بين صروف الدهر من رحم
موصولة
أو ذمام غير مقتضب
فبين
أيامك اللاتي نصرت بها
و
بين أيام بدر أقرب النّسب
أبقت
بني الأصفر الممراض كاسمهم
صفر
الوجوه و جلّت أوجه العرب
و سار شراح التلخيص على سبيل
القزويني في الانتهاء[7].
و نقل الجاحظ عن شبيب بن شيبة
قوله: «و الناس موكلون بتفضيل جودة الابتداء
و بمدح صاحبه و أنا موكل بتفضيل جودة القطع و بمدح صاحبه»[8].
و سماه الحلبي «براعة المقطع» و قال: «هو أن يكون آخر الكلام الذي يقف عليه
المترسل أو الخطيب أو