responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني    الجزء : 1  صفحة : 399

فمن باب المفعول المطلق المحذوف عامله، على حدّ قولك «ما محمّد إلّا سيرا» أي يسير سيرا و التقدير في البيت:

ما الدّهر إلّا يدور دوران منجنون بأهله، و ما صاحب الحاجات إلا يعذّب تعذيبا، و أجاز يونس النصب بعد الإيجاب مطلقا، و هذا البيت يشهد له‌ [1].

و لأجل هذا الشّرط وجب الرّفع بعد «بل و لكن» في نحو: «ما هشام مسافرا بل مقيم» أو «لكن مقيم» على أنه خبر لمبتدأ محذوف و لم يجز نصبه بالعطف لأنّه موجب.

(الثالث) ألّا يتقدّم الخبر على الاسم و إن كان جارّا و مجرورا، فإن تقدّم بطل كقولهم «ما مسي‌ء من أعتب» [2]. و قول الشاعر:

و ما خذّل قومي فأخضع للعدى‌

و لكن إذا أدعوهم فهم هم‌ [3]

قال سيبويه: و زعموا أن بعضهم قال و هو الفرزدق:

فأصبحوا قد أعاد اللّه نعمتهم‌

إذ هم قريش و إذ ما مثلهم بشر

بنصب «مثلهم» مع تقدمه، فقال سيبويه: و هذا لا يكاد يعرف، على أن الفرزدق تميمي يرفعه مؤخّرا فكيف إذا تقدّم،.

(الرابع) ألّا يتقدّم معمول خبرها على اسمها، فإن تقدّم بطل عملها كقول مزاحم العقيلي:

و قالوا تعرّفها المنازل من منى‌

و ما كلّ من وافى منى أنا عارف‌ [4]

إلّا إن كان المعمول ظرفا أو مجرورا فيجوز عملها كقول الشاعر:

بأهبة حزم لذ و إن كنت آمنا

فما كلّ حين من توالي مواليا [5]

و الأصل: فما من توالي مواليا كلّ حين.


[1] و عند الفراء يجوز النصب بعد الإيجاب إذا كان الخبر وصفا.

[2] ف «مسي‌ء» خبر مقدم و «من» مبتدأ مؤخر، و حكى الجرمي «ما مسيئا من أعتب» على الإعمال و قال: إنه لغة، و المعتب: الذي عاد إلى مسرّتك بعدما ساءك.

[3] «خذل» جمع خاذل، خبر مقدم و «قومي» مبتدأ مؤخر.

[4] «تعرّفها» يقال: تعرّفت ما عند فلان: أي تطلبت حتى عرفت، «المنازل» مفعول فيه، أو منصوب بنزع الخافض، و «كل» مفعول «عارف». فبطل عمل «ما» لتقدم معمول الخبر على الاسم ف «أنا عارف» مبتدأ و خبره.

[5] ف «ما» نافية حجازية «من توالي» اسم موصول اسمها «مواليا» خبرها منصوب «كل حين» ظرف زمان منصوب ب «مواليا».

اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني    الجزء : 1  صفحة : 399
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست