و إن كانت «كلّ» مضافة
إلى معرفة فالصّحيح أنّه يراعى لفظهما فلا يعود الضّمير إليها من خبرها إلّا مفردا
مذكّرا على لفظها نحو:وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً[7]، و في الحديث القدسيّ و غيره: «يا عبادي كلّكم جائع إلّا من أطعمته»، و «كلّكم راع و كلّكم مسؤول عن رعيّته» و «كلّنا لك عبد». فإن قطعت عن الإضافة لفظا[8]
[1]يقول
ابن هشام: و هذا نصّ عليه ابن مالك و رواه أبو حيان يقول عنترة:
حادت
عليه كلّ عين ثرّة
فتركن
كلّ حديقة كالدرهم
فقال: «فتركن» و
لم يقل: تركت، فدلّ على جواز «كلّرجل قائم، و قائمون» يقول ابن هشام: و الذي يظهر لي خلاف قولهما، و
أنّ المضاف إلى المفرد إن أريد نسبة الحكم إلى كلّ واحد وجب الإفراد نحو «كلّرجل يشبعه رغيف» أو إلى
المجموع وجب الجمع كبيت عنترة فإن المراد أنّ كل فرد من الأعين جاد، و أنّ مجموع
الأعين تركن، و الثرة:
الغزيرة و أراد بالحديقة دائرة
الماء تبقى في الأرض بعد المطر.