اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني الجزء : 1 صفحة : 357
توكيد النكرة[1] سواء كانت محدودة كيوم و ليلة و
شهر و حول أم غير محدودة كوقت، و زمن، و ذلك لأنّ ألفاظ التوكيد كلّها معارف، سواء
المضاف لفظا و غيره، فيلزم تخالفهما تعريفا و تنكيرا، و لا بدّ من إضافتها إلى
مضمر راجع إلى المؤكّد، نحو:فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ[2]، و قد يخلف الضّمير الظّاهر كقول
عمر بن أبي ربيعة:
كم
قد ذكرتك لو أجزى بذكركم
يا
أشبه النّاس كلّ الناس بالقمر
و أجاز الكوفيّون توكيد النكرة و
من توكيدها ب «كلّ» على رأي الكوفيين قول العرجي:
نلبث
حولا كاملا كلّه
لا
نلتقي إلّا على منهج
(الثاني)
أن يكون نعتا لمعرفة فتدلّ على كماله، و تجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا و
معنى نحو قول الأشهب بن زميلة:
(الثالث)
أن تكون تالية للعوامل و لو كانت معنويّة فتكون مضافة إلى الظّاهر نحوكُلُّ نَفْسٍ بِما
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ و غير مضافة نحو:وَ كُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ[4]وَ كُلًّا تَبَّرْنا
تَتْبِيراً[5]، و من هذا: نيابتها عن المصدر، فتكون منصوبة على أنّها مفعول مطلق
نحو:
إضافتها إلى الظّرف فتنصب على
أنّها مفعول فيه نحو «سرت كلّ اللّيل».
3- أوجه الإضافة فيها:
هي ثلاثة أيضا:
(الأوّل) أن تضاف إلى الظّاهر و حكمها: أن يعمل فيها جميع العوامل نحو
«أكرمت كلّ أهل البيت».
(الثاني) أن تضاف إلى ضمير محذوف و حكمها كالتي قبلها، و كلاهما يمتنع
التّأكيد به كالآية قبلها:وَ كُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ. و التّقدير: و كلّ إنسان لأنّ التّنوين فيها عوض[7] عن المضاف
إليه.
[1]و اختار
ابن مالك جواز توكيد النكرة المحدودة لحصول الفائدة بذلك: نحو صمت شهرا كلّه.