أي: و من قبل ذلك، و هما في هذين
الوجهين معرفتان أيضا.
(3) أن يحذف المضاف إليه، و لا ينوى شيء، فيبقى الإعراب،
و يرجع التنوين لزوال ما يعارضه في اللّفظ كقول عبد اللّه بن يعرب:
فساغ
لي الشّراب و كنت قبلا
أكاد
أغصّ بالماء الفرات
و المراد: قبلا مّا.
و قوله:
و
نحن قتلنا الأسد أسد خفيّة
فما
شربوا بعدا على لذّة خمرا
و هما في هذه الحالة نكرتان لعدم الإضافة
لفظا و تقديرا، و لذلك نوّنا.
قد اسم الفعل:
هي مرادفة ليكفي يقال:
«قد خالدا درهم» و «قدني درهم» كما يقال: «يكفي خالدا درهم».
قد الاسميّة:
هي مرادفة ل «حسب»، و هي على الأكثر مبنيّة على السّكون، يقال:
«قد زيد درهم» و «قدني درهم» بنون الوقاية حرصا على بقاء السّكون، و قليلا ما تكون معربة
يقال: «قد زيد درهم» بالرفع كما يقال: «حسبه درهم» بغير نون، كما يقال: حسبي.
قد الحرفيّة:
تختصّ بالفعل المتصرّف الخبري،
المثبت، المجرّد من ناصب، و جازم و حرف تنفيس، و هي معه كالجزء، فلا تفصل منه
بشيء إلّا بالقسم كقول الشّاعر:
أخالد
قد- و اللّه- أوطأت عشوة
و
ما العاشق المسكين فينا بسارق
و سمع: «قد- و
اللّه- أحسنت».
و قد يضطّر الشاعر فيقدم الاسم، و
قد أوقع الفعل على شيء من سببه، فليس للاسم المتقدّم إلّا النصب و ذلك نحو «قد زيدا أضربه» إذا اضطّر شاعر فقدّم
لم يكن إلّا النّصب في زيد، لأنّه لا بدّ أن يضمر الفعل، لأنّ «قد» مختصّة بالأفعال، و لو قلت: «قد زيدا أضرب» لم يحسن كما قال سيبويه.
و ل «قد» خمسة
معان:
(1) التّوقّع، و هو مع المضارع كقولك: «قد يقدم الغائب اليوم» و أمّا مع الماضي
فتدخل منه على ماض متوقّع، من ذلك قول المؤذّن «قد قامت الصّلاة» لأنّ الجماعة منتظرون ذلك، و قد اجتمع في «قد قامت الصّلاة» ثلاثة معان مجتمعة:
التّحقيق، و التّوقع، و التّقريب.
(2) تقريب الماضي من الحال تقول
[1]و ليس ببعيد
أن تكون رواية البيت: و من قبل فيكون مبنيا على الضم.
اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني الجزء : 1 صفحة : 338