اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني الجزء : 1 صفحة : 222
و ذلك قولك: «قتلته صبرا» و «لقيته فجاءة و مفاجاة» و «كفاحا و مكافحة» و «لقيته عيانا» و «كلّمته مشافهة» و «أتيته ركضا و عدوا و مشيا» و «أخذت عنه سمعا و سماعا» قال سيبويه: و ليس كلّ مصدر مثل ما مضى من هذا
الباب يوضع هذا الموضع لأنّ المصدر هنا في موضع فاعل[1] إذا كان حالا.
ألا ترى أنه لا يحسن أتانا سرعة و
لا أتانا رجلة، و مثل ذلك قول الشاعر زهير بن أبي سلمى:
يقول سيبويه ممثلا عليه: و ذلك
قولك «أمّا سمنا فسمين» و «أمّا علما فعالم» انتصب «سمنا» و «علما» على أنّ كلا منهما مصدر نصب على
الحال و قال الخليل رحمه اللّه: أنّه بمنزلة قولك:
«أنت الرجل علما و دينا» و «أنت الرّجل فهما و أدبا» أي أنت الرجل في هذه الحال، و لم يحسن في هذا
الوجه الألف و اللّام، و من ذلك قولك: «أمّا علما فلا علم له» و «أمّا علما فلا علم عنده» و «أمّا علما فلا علم» و تضمر «له» لأنّك
إنما تعني رجلا.
19- كلمات في جملة لا تقع إلّا حالا:
و ذلك قولك: «ما شأنك قائما» و «ما شأن زيد مسرعا» و «ما لأخيك مسافرا» و مثله: «هذا عبد اللّه قارئا» انتصب قائما، و مسرعا، و مسافرا على الحال، و انتصب
بقولك: ما شأنك كما انتصب قائما في قولك: «هذا عبد اللّه قائما» بما قبله، و مثله قوله سبحانه:فَما لَهُمْ عَنِ
التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ[4]، و مثل ذلك: «من ذا قائما بالباب» فقائما حال، أي من ذا
[1]مذهب
سيبويه في أتيت زيدا مشيا و ركضا و عدوا و ما ذكره معه أن المصدر في موضع الحال
كأنه قال: ماشيا و راكضا و عاديا. و كذلك صبرا، أي قتلته مصبورا، و لقيته مفاجئا و
مكافحا و معاتبا، و كلمته مشافها. و أخذت ذلك عنه سماعا و ليس ذلك بقياس مطرّد، و
كان أبو العباس المبرد: يجيز هذا في كل شيء دلّ عليه الفعل نحو «أتاناسرعة» و «أتانارجلة».
[2]الّلاي:
البطء، و المحبوك: الشديد الخلق، و الظّماء هنا: القليلة اللحم.
[3]المنهل:
المورد، التقاطا؛ مفاجئا له، و المعنى لم اقصد قصده لأنّه في فلاة مجهولة.