أحدهما بالآخر سطعت من بينهما نار يقتبس منها سراج له الضوء ، فالنار ثابتة في أجسامها والضوء ذاهب » [١].
ومنها : الخبر : « أربعة القليل منها كثير : النار القليل منها كثير ... » [٢].
ومنها : ما حكي عن عليّ بن إبراهيم في تفسير ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ )[٣] وهو المرخ والعفار [٤] يكون في ناحية بلاد العرب فإذا أرادوا أن يستوقدوا أخذوا من ذلك الشجر ، ثمّ أخذوا عودا فحرّكوه فيه فيستوقدوا منه النار [٥].
[٢] فصل : في الهواء
وفيه خبران :
الأوّل : ما روي عن صفوان الجمّال ، قال : كنت بالحيرة مع أبي عبيد الله 7 إذ أقبل الربيع وقال : أجب أمير المؤمنين ، فلم يلبث أن عاد ، قلت : أسرعت الانصراف؟ قال : « إنّه سألني عن شيء فاسأل الربيع عنه » فقال صفوان : وكان بيني وبين الربيع لطف ، فخرجت إلى الربيع وسألته وقال : أخبرك بالعجب إنّ الأعراب خرجوا يجمعون الكمأة فأصابوا في البرّ خلقا ملقى فأتوني به فأدخلته على الخليفة ، فلمّا رآه قال : تخبيه وادع جعفرا ، فدعوته ، فقال : يا أبا عبد الله أخبرني عن الهواء ما فيه؟ قال : « في الهواء موج مكفوف » قال ففيه سكّان؟ قال : « نعم » قال : وما سكّانه؟ قال : « خلق أبدانهم أبدان الحيتان ، ورءوسهم رءوس الطير ، ولهم أعرفة كأعرفة الديكة ، ونغانغ كنغانغ الديكة ، وأجنحة كأجنحة الطير من ألوان أشدّ بياضا من الفضّة » فدعا
[١] « بحار الأنوار » ٥٦ : ٣٣٠ ، ح ٣. [٢] نفس المصدر : ٣٢٩ ، ح ١. [٣] يس (٣٦) : ٨٠. [٤] هما شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر. [٥] « بحار الأنوار » ٥٦ : ٣٣١ ، ح ٤.