و يتخير فيهما بينها و بين: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله
إلّا اللّه و اللّه أكبر مرة، و يستحب ثلاثا، (1)
قوله: (و يتخير
فيهما بينها و بين: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر
مرّة، و يستحبّ ثلاثا).
[1] التخيير
بين الأمرين في الثّالثة و الرّابعة بإجماع أصحابنا، و الثّالثة شاملة بإطلاقها
لثالثة المغرب و غيرها، و أصحّ الأقوال عندنا الاجتزاء بالتّسبيحات الأربع مرّة
واحدة، و هو قول المفيد[1]، و أحد أقوال الشّيخ[2] لصحيحة
زرارة، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: ما يجزئ من القول في الرّكعتين
الأخيرتين؟ قال: «أن يقول:
سبحان اللّه
و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر، و يكبر و يركع»[3].
و القول
الثّاني له: أن يكرر ذلك ثلاثة مرّات، فتكون اثنتي عشرة تسبيحة[4].
و القول
الثّالث له: عشر تسبيحات يقول: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه ثلاث
مرّات، و يقول في الثّالثة: و اللّه أكبر[5]، و تبعه على ذلك
جماعة[6].
و لعل حجته
رواية حريز، عن زرارة، عن الباقر عليه السّلام، قال: «إن كنت إماما فقل: سبحان
اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه ثلاث مرّات، ثم تكبر و تركع»[7].
و اجتزأ
بعضهم بتسع بأن يكرر التّسبيحات الثّلاث الأول ثلاثا، و الأصحّ الأوّل، و الثّاني
أحوط و أفضل، فإذا أتى بالثلاث كان على قصد الوجوب، مخيّرا بينها و بين المرة، إذ
لا محذور في التخيير بين الأقل و الأكثر كتخيير المسافر في القصر و الإتمام في
المواضع الأربعة، لأنّ صدق الكلّي على أفراده بالقوة و الضّعف لا بعد فيه. و لا
يرد أنّه بالإتيان بأقل الفردين تتحقّق البراءة فلا يعقل الوجوب بعده، لأنّ
المتحقّق هو البراءة