responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع المقاصد في شرح القواعد المؤلف : المحقق الثاني (المحقق الكركي)    الجزء : 1  صفحة : 67

..........


و إنّي كنت على قديم الزمان أؤمّل أن أصنع له شرحا يتكفل ببيان مشكلاته، و إبراز مخدراته، على ما أنا فيه من قصر الباع عن هذا المرام، و القصور المانع عن الوصول الى هذا المقام، إلى أن مضى على ذلك مدة طويلة، كتبت في خلالها أشياء متفرقة على أبواب الكتاب، حسن وقعها عند اولي الألباب.

ثم شرعت في وضع شرح طويل، يشتمل من المقاصد على كلّ دقيق و جليل، و بعد الشروع رأيت عند مذاكرة جمع من العلماء، أن أعلّق على مسائل الكتاب ما يكون عونا على حلّ عباراته، و بيان مشكلاته، و إظهار نكاته، متعرضا فيه الى الخلاف الواقع بين العلماء، و الإشارة إلى الدلائل المتداولة على ألسنة الفقهاء، و ما عسى أن يسنح لهذا الخاطر الفاتر، و ينساق إليه النظر القاصر، مشيرا الى ما هو الحقّ بأوجز عبارة، مكتفيا بأقصر إشارة.

و لما كان هذا الكتاب ممّا منّ اللَّه عليّ بإنشائه في حرم سيّدي و مولاي أمير المؤمنين، و سيّد الوصيين صلوات اللَّه عليه تترى، بعد أخيه صفوة اللَّه من النبيين و آلهما المعصومين، واقعا في أيام الدولة العالية السامية، القاهرة الباهرة، الشريفة المنيفة، العلية العلوية، الشاهية الصفوية الموسوية، أيدها اللَّه تعالى بالنصر و التأييد، و قرن أيامها بالخلود و التأبيد، و لا زالت جباه الملوك و السلاطين معفّرة على أعتابها، و رؤوس العتاة و المتمردين من الجبابرة ملقاة على أبوابها، و لا زال الدهر ساعدا على ما يطلب في أيامها الزاهرة، من إقامة عمود الدين، و القدر موافقا لما يرام في أزمنتها الباهرة، من إعلاء معالم اليقين بمحمد و آله الأطهار المعصومين.

أحببت أن أجعله تحفة، أؤدّي بها بعض حقوقها عندي، و وسيلة لاستحصال الدعاء لها على مرور الأعصر، و ذلك غاية جهدي.

و أرجو أن تهب عليه نسمات القبول، و يفوز من وفور المرحمة، و عميم المعاطفة، بغاية المأمول [و سميته بجامع المقاصد في شرح القواعد] [1] و الى اللَّه أرغب في تيسير المراد، و نيل السداد، و هو حسبي و نعم الوكيل.


[1] ما بين المعقوفين زيادة من نسخة «ح».

اسم الکتاب : جامع المقاصد في شرح القواعد المؤلف : المحقق الثاني (المحقق الكركي)    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست