[1] لعلّ
تقديمه لما روي عنه صلّى اللَّه عليه و آله: «إنّ اللَّه لا يردّ دعوة ذي الشّيبة
المسلم»[1]، و المراد به الأسنّ في الإسلام، كما صرّحوا به في باب
الجماعة، فلو كان واحد سنه خمسون في الإسلام، و آخر سبعون منها عشرون في الإسلام،
فالأوّل هو الأسنّ، و قد اقتصر الشّيخ[2] و الجماعة[3] على تقديم
الأسنّ، و دلائلهم تقتضي اعتبار مرجحات الإمامة في اليومية، كما صرّح به المصنّف
في التذكرة[4] و شيخنا الشّهيد[5]، فعلى هذا يقدم
الأسبق هجرة على الأصبح.
و اعلم أنّ
الهجرة في الأصل الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام، فأما في زماننا فأحسن ما
قيل فيها إن المراد بها: سكنى الأمصار لأنها مقابل سكنى البادية، مجازا عن الهجرة
الحقيقة، لأن ذلك مظنة الاتصاف بشرائط الإمامة و اكتساب كمالات النّفس، بخلاف
البوادي و ما يشبهها من القرى الّتي يغلب على أهلها البعد عن العلوم و كمالات
النّفس.
و أما
الصباحة، فقد روى بعض الأصحاب تقديم الأصبح وجها بعد التّساوي[6] فيما سبق،
و قال صاحب المعتبر: لا أرى لهذا أثرا في الأولوية، و لا وجها في شرف الرّجال[7]، و علّله
المصنّف في المختلف بالدلالة على عناية اللَّه تعالى بصاحبه[8]، و ربما
فسّر بالأحسن ذكرا بين النّاس مجازا لقول علي عليه السّلام: «إنّما يستدل على
الصّالحين بما يجري اللّه لهم على ألسن عباده»[9]، و هو حسن.