و (يا أمّتا) (بالالف) بعد التاء جمعا بين العوضين‌ [1] (دون الياء) فما قالوا: (يا أبتي) و (يا أمّتي) احترازا عن الجمع بين العوض و المعوض عنه فإنه غير جائز.

(و) قالوا: (يا ابن أمّ) و (يا ابن عمّ خاصة) [2] هذا الاختصاص بالنظر إلى الأم و الغمّ، أي: لا يقال: (يا ابن أخ و يا ابن خال) لا بالنظر إلى الابن أيضا.

فانهم يقولون: (يا بنت أمّ) و (يا بنت عمّ) على الوجوه الأربعة (مثل‌ [3] باب، يا غلامي) فقالوا: (يا ابن أمّي) و (يا ابن عمّي)- بفتح الياء و يكونها- و (يا ابن عما) بابدال الياء ألفا.

(و قالوا) بزيادة وجه آخر شذ في المضاف إلى ياء المتكلم‌ [4] (يا ابن ام و يا ابن عم) بحذف الألف و الاكتفاء بالفتحة لكثرة الاستعمال، و طول اللغظ، و ثقل التضعيف.

و لما كان من خصائص النداء الترخيم شرع في بيانه فقال: (و)

(الترخيم)

(ترخيم‌ [5] المنادى)

(جائز) [6] ...

[1] و يجوز تعويض حرفين عن حرف إذا كانا أخفا منه لكونهما امتزجا كأنهما كلمة واحدة (كثير و لباب).

[2] لاستعمالهما غالبا بكسر الميم مع حذف الياء لكثرة الاستعمال (خوافي).

[3] مثل منصوب مفعول مطلق لقالوا بتقدير الموصوف أي: قولا مثل و قيل مثل مرفوع خبر مبتدأ محذوف أي: هو و قيل قوله: (يا ابن أم و يا ابن عم) مبتدأ خبره مثل و الجملة استيناف أو اعتراض (ع م).

[4] إشارة إلى ما سبق بقوله: (و قد جاء شاذا) في المنادى يا غلام بالفتح.

[5] أي: الترخيم في سعة الكلام و الترخيم من رخم الكلام من باب كرم أو نصر بمعنى سهل فهو رخيم و الجارية إذا صارت سهلة النطق يقال رخيمة و منه الترخيم في الأسماء؛ لأنه سهل النطق بها (عصمت).

- الترخيم في اللغة اسم الصوت الرقيق رخم صوته إذا رفعت صوت رخيم أي: ضعيف و عن الأصمعي قال الخليل (منه رحمه اللّه) ما اسم الصوت الضعيف قلت: الترخيم.

[6] أعلم أن المصنف لما أراد تخصيص البيان بالترخيم في حال السعة نبه عليه بهذا القول أولا فالجواز يوجد في الضرورة أيضا و ذلك لكثرة النداء في كلامهم و لأن النداء أنما يكون لأمر مهم فهو يؤذن بالترخيم أن ذلك الأمر مما لا يقبل التوقف حيثما يتم الكلمة (عافية شرح الكافية).