(و قالوا)[2] أي: العرب في
محاوراتهم[3] (يا أبي، و يا أمّي) على الوجوه الأربعة كسائر ما أضيف إلى
ياء المتكلم مع وجوه أخر زائدة عليها، لكثرة استعمال ندائيهما في كلامهم[4] كما أشار
اليها بقوله: (و (يا أبت، و يا أمت معا)[5] أي: قالوا: (يا أبت، و
يا أمّت) أيضا بابدال الياء[6] بالتاء (فتحا و كسرا)[7] أي: حال كون
التاء مفتوحة على وفق حركة الياء، أو مكسورة لمناسبة الياء.
و قد جاء بالضم أيضا نحو: (يا أبت، و يا أمّت)
لاجرائه مجرى المفرد المعرفة و لم يذكره لقلته.
[1] و قالوا استئناف و اعتراض مستثنى معنى من
الوجوه الأربعة للمنادى المضاف إلى ياء المتكلم فإن لما سيأتي وجهان زائدا على
الوجوه الأربعة المتقدمة أو عطف على ما قبلها من حيث المعنى فكأنه قيل: قالوا هكذا
في مثل: يا غلامي و قالوا آخر (زينيذاده).
[2] جمع محاورة أي مصاحباتهم العرفية حين
إضافة الأب أو الأم إلى ياء المتكلم.
[3] لأن الإنسان يكثر نداءه لأبيه و أمه و
كثرة النداء تقتضي كثرة الوجوه؛ لأنه إذا تعسر النداء بوجه تيسر بوجه آخر ذا كثرة
الوجوه (توقادي).
[4] و الفرق بين جميعا و معا أن قولك: مستلزم
مجيئهم معا في زمان واحد بخلاف جميعا فإنه لا يفيد الإعدام تخلو واحد منهم من
المجيء من غير تعرض لاتحاد الزمان (شيخزاده).
- تنبيه استعمال المصنف هنا معا للدلالة على
الاتحاد في الزمان وفاقا لتقارب و غيره و أما ابن مالك فاختار عدم دلالتها على
الاتحاد و أنها تستعمل بمعنى جميعا و هو ظ نص الشافعي فيمن قال لامرأتين أن ولدتا
معا فأنتما طالقان أنه لا يشترط الاتحاد في الزمان و إذا أفردت عن الإضافة كما في
الكتاب أعربت حالا تريني على المنهاج من الجراح نقله (داود أفندي).
[5] و في بعض النسخ بإبدال التاء بالباء و قد
مشى المحشى على هذه النسخة و قال الباء صلة الإبدال و إنما تدخل على المتروك فهو
التحتانية و ما فوقها الفوقانية دون العكس كما سبق إلى الأوهام (جلبي).
[6] و إنما لم يكن كأصلها؛ لأنها حرف صحيح
منزل منزلة الاسم فيجب ككاف الخطاب.
[7] قوله: (يا أبتا) منادى مضاف إلى ياء
المتكلم و التاء و الألف عوض عن يائه (لمحرره).
[8] و هما التاء و الألف؛ لأن التاء عوض عن
الياء و الألف من فتحتها.
- و الألف و التاء كلاهما معا عوض عن الياء و
لا عليك أن يعوض شيئين عن شيء و يكون كل منهما أخف فيه (غجدواني).
اسم الکتاب : شرح ملا جامي على متن الكافية في النحو المؤلف : الجامي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 271