responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني المؤلف : الصبان الشافعي    الجزء : 1  صفحة : 6

على ما منح أسباب البيان. و فتح من أبواب التبيان ................ ......

حصوله صريحا إذ المطلوب حصول الحمد مطلقا في الابتداء، و مثل ذلك يقال في الصلاة و السّلام بناء على أن المقصود بهما التعظيم و هو حاصل بإفادة سبقهما كما أفاده العلامة ابن قاسم فى نكته عند قول المصنف: أحمد ربى اللّه خير مالك مصليا إلخ. و به يعرف ما في كلام البعض و ما أجاب به هو و شيخنا من أن الشارح أتى بالثلاثة لفظا لا يحسم مادة الاعتراض لبقاء المؤاخذه بعدم كتابتها المطلوبة أيضا.

و الجواب بحصول الحمد بالبسملة غير نافع فى الصلاة و السّلام. فإن قلت: لا نسلم عدم حصول الحمد صريحا هنا لما تقرر من أن الإخبار عن الحمد حمد أى صريح. قلت: ما تقرر إنما هو في الإخبار عن الحمد بثبوته لله بالجملة الاسمية أعنى الحمد لله لأنه ثناء بجميل صراحة فهو حمد صريح بخلاف الإخبار عن الحمد بسبق وقوعه، و مثله الإخبار بأنه يقع كما فى أحمد ربى اللّه على أنه خبر لفظا و معنى فتنبه.

قوله: (على ما منح من أسباب البيان) على: تعليلية، و ما: موصول اسمى أو نكرة موصوفة فمن بيانية و العائد محذوف. و يظهر لى عند عدم استدعاء المقام أحد الوجهين ترجح الثانى لأن النكرة هى الأصل، و لأن شرط الموصول إذا لم يكن للتعظيم أو التحقير عهد الصلة و قد لا يحصل عهدها إلا بتكلف فاحفظه، أو موصول حرفى و يقوى هذا أن الحمد يكون حينئذ على الفعل و الحمد على الفعل أمكن من الحمد على أثره لأن الحمد على الفعل بلا واسطة و على أثره بواسطته. و من: زائدة على مذهب الأخفش و بعض الكوفيين أو تبعيضية نكتتها الإشارة إلى أنه تعالى يستحق الحمد على بعض نعمه كما يستحق الحمد على الكل بالأولى. و المنح: الإعطاء و بابه قطع و ضرب، و المنحة بالكسر العطية كذا فى المختار. و البيان: يطلق بمعنى الظهور و بمعنى الفصاحة و بمعنى المنطق الفصيح المعرب عما هو في الضمير أى المنطوق به لا المعنى المصدرى لأنه لا يوصف بالفصاحة حقيقة و هذا هو المراد هنا. و المراد بأسبابه جميع ما له دخل فى حصوله كسلامة اللسان من العىّ و الفهاهة و سلامة القلب من موانع الإدراك لا خصوص ما يلزم من وجوده الوجود و من عدمه العدم لذاته لقصوره. قوله: (و فتح من أبواب التبيان) قياس ما كان على التفعال فتح التاء كالتكرار و التذكار و شذ كسر تاء التبيان و التلقاء بعكس الفعلال، و ورد الفتح أيضا فى التبيان كما فى القاموس و إن كان كسره أكثر. و التبيان: كما قاله الخطابى أبلغ من البيان لأنه بيان مع دليل و برهان فهو جار على الأصل من زيادة المعنى لزيادة المبنى. و المراد بأبوابه: كل ما له دخل في حصوله كالإدراكات القوية وجودة اللسان و القلب فالأبواب استعارة مصرحة و الفتح ترشيح أو فى التبيان استعارة بالكناية، و الأبواب تخييل و الفتح ترشيح. و ذكر المنح و الأسباب فى جانب البيان و الفتح و الأبواب فى جانب التبيان لأن التبيان أبلغ كما مر، فالوصول إليه أصعب يحتاج إلى فتح أبواب مغلقة.

قوله: (و الصلاة و السّلام) مجروران عطفا على حمد اللّه. قوله: (على من رفع) متعلق بمحذوف صفة للصلاة و السّلام أى الكائنين على من رفع، أو حال منهما. و قال شيخنا تبعا للمصرح متعلق بالسلام لقربه و هو مطلوب أيضا للصلاة من جهة المعنى على سبيل التنازع اه. و مراده كما قاله الفاضل الرودانى محشى التصريح التنازع المعنوى الذى هو مجرد الطلب فى المعنى لا العملى بدليل كلامه فقوله متعلق بالسلام لقربه يعنى مع حذف متعلق الصلاة فسقط ما اعترض به البعض من أن التنازع لا يكون‌

اسم الکتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني المؤلف : الصبان الشافعي    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست