responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني المؤلف : الصبان الشافعي    الجزء : 1  صفحة : 7

و الصلاة و السّلام على من رفع بماضى العزم قواعد الإيمان. و خفض بعامل الجزم كلمة إلا فى فعلين متصرفين أو اسمين يشبهانهما كما سيأتى، و ما ذكر ليس كذلك أى لأن الصلاة و السّلام اسما مصدرين جامدان على أنه سيأتى أن المراد اسمان يشبهانهما في العمل لا فى التصرف بدليل تمثيلهم باسم الفعل و المصدر. و ممن وافق على ذلك هذا البعض و حينئذ لا يدل ما سيأتى على عدم جريان التنازع الاصطلاحى بين اسمى المصدر، بل على جريانه بينهما كالمصدرين فيتلاشى الاعتراض من أصله.

و الرفع الإعلاء و المراد به هنا الإظهار و الإعزاز. قوله: (بماضى العزم) من إضافة الصفة إلى الموصوف أى العزم الماضى قال فى المصباح: عزم على الشى‌ء و عزمه عزما من باب ضرب عقد ضميره على فعله ا ه. لكن سيذكر الشارح قبيل باب التنازع أن عزم لا يتعدى بنفسه و أن قوله تعالى: وَ لا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ‌ [البقرة: 235] على تضمين معنى تنووا، و الماضى إما بمعنى النافذ يقال: مضى الأمر أى نفذ، و إما بمعنى القاطع يقال: سيف ماض أى قاطع فيكون قد شبه فى النفس العزم بالسيف و الماضى بمعنى القاطع تخييل. قوله: (قواعد الإيمان) يحتمل و هو الظاهر أن يراد بالإيمان التصديق القلبى فتكون إضافة القواعد إليه من إضافة المتعلق بفتح اللام إلى المتعلق بكسرها، و المراد بالقواعد جميع ما وجب الإيمان به مما ينبنى عليه غيره كعقائد التوحيد و ضوابط الفقه المجمع عليهما، أو جميع ما وجب الإيمان به سواء بنى عليه غيره أو لا فيكون فى التعبير بالقواعد تغليب، أو البراهين الدالة على حقيقة الإيمان (1)، و يحتمل أن يراد به الإسلام لتلازم الإيمان و الإسلام الكاملين فالإضافة من إضافة الأجزاء إلى الكل. و المراد بالقواعد الأركان الخمسة المذكورة فى حديث «بنى الإسلام على خمس ...» و عليه ففى الكلام تلميح إلى هذا الحديث. قوله: (و خفض بعامل الجزم) الجزم: القطع و عامله آلته كالسيف و وصفها بالعمل مجاز عقلى من وصف آلة عمل الشى‌ء به. فإن قلت: عامل الجزم لا يخفض فى العربية فلا تتم التورية. قلت: التورية لا تتوقف على خفضه فى العربية و إنما ورى بخفضه الذى لا يقع فى العربية للإشارة إلى أن ما وقع منه صلّى اللّه عليه و سلّم أمر فوق ما ألفه البشر خارج عن طوقهم. قوله: (كلمة البهتان) البهتان الكذب و المراد به هنا الكفر أو مطلق الباطل، و المراد بالكلمة الكلام و إضافتها إلى البهتان استغراقية.

قوله: (محمد) بدل من من أو عطف بيان و قوله: المنتخب: أى المختار نعت لمحمد لا لمن لئلا يلزم تقديم البدل أو عطف البيان على النعت مع أن النعت هو المقدم على بقية التوابع عند اجتماعها. قوله:

(من خلاصة معد و لباب عدنان) خلاصة الشى‌ء بضم الخاء و كسرها ما خلص منه و بمعناه اللباب ففى عبارته تفنن. و معد بفتح الميم و العين ولد عدنان لصلبه قال الجوهرى: و هو أبو العرب. و عدنان: آخر النسب الصحيح لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. و هو محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، فعلم وجه ذكر معد و عدنان. و يحتمل أنه أراد بمعد و عدنان ذرية معد و ذرية عدنان المسماتين باسمى أبويهما. و إنما أخر عدنان ذكرا مع تقدمه و جودّا لأنه لو قدمه لم يكن لذكر معد فائدة لأنه يلزم من كونه عليه الصلاة و السّلام منتخبا من لباب‌ (1) قوله: (على حقيقة) كذا بالأصل و لعل صوابه حقيقة ا ه.

اسم الکتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني المؤلف : الصبان الشافعي    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست