اسم الکتاب : الإيضاح في شرح المفصل المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 0 صفحة : 10
و منه أيضا العبارة التالية «أنهلا يتوقف كونه صالحا لأن يكون خبر إن، بل يعرف ذلك قبل دخول إن بأن
يقال: كل مبتدأ و خبر لا منافاة بينهما و أن تصالح أن يكون خبر المبتدأ خبرا لأن،
فينتفي الدور»[1]، و اضطراب العبارة لم ينتبه إليه المحقق، و الصواب فيها «أنهلا يتوقف كونه صالحا لأن يكون خبر «إنّ» على دخول «إنّ»، بل يعرف ذلك قبل دخول «إنّ» بأن
يقال: كل مبتدأ و خبر لا منافاة بينهما و بين «إنّ» فصالح
أن يكون خبر المبتدأ خبرا ل «إنّ» فينتفي
الدّور»[2].
و ما ذكرته عن هذه النسخة شيء مما وقع فيها من الاضطراب و السقط
المخلين بالمعنى، و السرعة في العمل و عدم الدقة و التثبت و التوثيق، و ضربت صفحا
عن ذكر المواضع التي لحقها التصحيف و التحريف و هي كثيرة، نبهت عليها في مواطنها.
ثانيا: منهج التحقيق:
كان طبيعيا أن أتخذ نسخة حلب أصلا في التحقيق، و ذلك لقربها من عهد
ابن الحاجب، فقد رأينا أنها نسخت سنة 684 ه، و هي أقدم النسخ التي وقفت على ذكر
لها، و لما اتصفت به من الدقة و الجودة و قلة السقط إلا في بعض المواضع، و يعود
ذلك إلى خطأ العين في أغلب الأحيان.
و اعتمدت أيضا على نسخة المكتبة الظاهرية، و جعلت لها حرف (د) رمزا،
و لكي يكون العمل قريبا إلى التمام قابلت النص المحقق على النسخة المطبوعة، و جعلت
حرف (ط) رمزا لها.
و بما أن عبارة ابن الحاجب ليست بالعبارة السهلة القريبة، و أسلوبه
في عرض المسائل النحوية لم يكن بسيطا، و إنما اعتوره بعض الجفاف، تناول منهج
التحقيق الإحاطة بعبارته و متابعتها و ضبطها، و التنبيه على ما قد يطرأ عليها من
السقط و التصحيف و التحريف لتلافيه، و استعنت بنسخة المكتبة الظاهرية لتدارك السقط
الذي وقع في النسخة الأصل، و تصحيح بعض المواضع التي أصابها التصحيف و التحريف، و
وضعت ما سقط من الأصل بين معقوفين [].
و أعدت الضمائر إلى أصحابها كلما رأيت إلى ذلك داعيا، فكثيرا ما كان
ابن الحاجب يسوق كلمات فيها ضمائر، و هذه الضمائر تارة تعود إلى الزمخشري، و تارة
تعود إلى غيره من النحويين الذين عوّل ابن الحاجب على آرائهم، و عود الضمائر عنده
مشكلة، فقد يعيد ضمير المذكر على المؤنث، و ضمير المفرد على الجمع و نبهت على ذلك
في مواطنه.
و حرصت على أن أوثق النص، فتثبتّ من الفقرات التي نقلها ابن الحاجب
من المفصل،