responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 50

8 مسألة [القول في إبراز الضمير إذا جرى الوصف على غير صاحبه‌] [1]

ذهب الكوفيون إلى أن الضمير في اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له نحو قولك «هند زيد ضاربته هي» لا يجب إبرازه. و ذهب البصريون إلى أنه يجب إبرازه. و أجمعوا على أن الضمير في اسم الفاعل إذا جرى على من هو له لا يجب إبرازه.

أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على أنه لا يجب [32] إبرازه في اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له أنه قد جاء عن العرب أنهم قد استعملوه بترك إبرازه فيه إذا جرى على غير من هو له، قال الشاعر:

[20]

و إنّ امرأ أسرى إليك و دونه‌

 

من الأرض موماة و بيداء سملق‌

 

[20] هذان البيتان من كلام الأعشى ميمون بن قيس، و قد أنشد أولهما رضي الدين في باب الحال، و أنشدهما معا في باب الضمير، و انظر الخزانة (1/ 551) و قد أنشدهما ابن منظور (ح ق ق) منسوبين إليه. و «أسرى» سار ليلا، و موماة: أي صحراء واسعة، و البيداء: هي الصحراء أيضا، سموها بذلك لأن سالكها يبيد فيها، أي يهلك، و سموها أيضا مفازة من الفوز تفاؤلا لسالكها بأن ينجو من الهلكة، و سملق: أي قفر لا نبات فيها، و يقال للرجل: أنت حقيق أن تفعل كذا، و أنت محقوق أن تفعله، و يقال للمرأة: أنت حقيقة لذلك، و أنت محقوقة أن تفعلي ذلك، و معنى ذلك أنت جديرة و خليقة و حرية، و المراد أنه يلزمك فعله لأن فعله حق من الحقوق التي لزمتك. و الاستشهاد به في قوله «لمحقوقة» فإن هذه الكلمة وقعت خبرا لإن في أول البيتين، و هذا الخبر جار على غير مبتدئه، نعني أنه وصف لغير المبتدأ الذي وقع هو خبرا عنه، و مع ذلك لم يبرز الضمير معه، و لو أبرزه لقال: لمحقوقة أنت، و ما أشبه ذلك، فلما لم يبرزه دل على أن إبرازه ليس بضربة لازب، و سيأتي للمؤلف فيما يلي إخراج هذا الشاهد عن أصل المسألة فيجعل قوله لمحقوقة مبتدأ خبره المصدر المؤول من «أن تستجيبي» أو مبتدأ و «أن تستجيبي» فاعل أغنى عن خبر المبتدأ و سننبه على ذلك هناك.


[1] انظر نفس المراجع التي ذكرناها لك في المسألة السابقة؛ فإن هذه المسألة من تتمة المسألة السابقة.

اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست