responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 311

55 مسألة [واو ربّ، هل هي التي تعمل الجر؟] [1]

ذهب الكوفيون إلى أن واو ربّ تعمل في النكرة الخفض بنفسها، و إليه ذهب أبو العباس المبرد من البصريين. و ذهب البصريون إلى أن واو رب لا تعمل، و إنما العمل لربّ مقدرة.

أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إن الواو هي العاملة لأنها نابت عن ربّ، فلما نابت عن ربّ و هي تعمل الخفض فكذلك الواو لنيابتها عنها، و صارت كواو القسم؛ فإنها لما نابت عن الباء عملت الخفض كالباء، فكذلك الواو هاهنا:

لما نابت عن ربّ عملت الخفض كما تعمل ربّ، و الذي يدل على أنها ليست عاطفة أن حرف العطف لا يجوز الابتداء به، و نحن نرى الشاعر يبتدى‌ء بالواو في أول القصيدة، كقوله:

[236]

[166]* و بلد عامية أعماؤه*

 

 

 

[236] هذا بيت من مشطور الرجز، و بعده قوله:

* كأن لون أرضه سماؤه*

 

 

 

و هو من كلام رؤبة بن العجاج، و قد أنشده ابن منظور (ع م ى) و عزاه إليه، و انظر ما ذكرناه في بحث القلب (ص 374) و الأعماء: المجاهل، واحدها عمى- بوزن فتى- و معنى قوله «عامية أعماؤه» أن مجاهله متناهية في العمى، و هو باب من المبالغة مثل قولهم: ليل أليل، و ليل لائل، و يوم أيوم، و شعر شاعر، كأنهم لم يجدوا ما يصفونه به إلا أن يشتقوا له وصفا من لفظه، و كأن رؤبة قد قال أعماؤه عامية، فقدم و أخر، و هم قلما يأتون بهذا الضرب من المبالغة إلا على طريق الوصف كقولهم: شغل شاغل، و ليل لائل، و ما ذكرناه قريبا، لكن رؤبة قد اضطر فقدمّ و أخّر، و قوله «كأن لون أرضه سماؤه» من المقلوب،-


[1] انظر في هذه المسألة: شرح الأشموني مع حاشية الصبان (2/ 202 بولاق) و تصريح الشيخ خالد الأزهري (2/ 28 بولاق) و شرح المفصل لابن يعيش (ص 1110 و ما بعدها) و شرح الرضي على الكافية (2/ 310).

اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست