responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 310

تقديره: كما أن الرّجم فريضة الزّناء.

و أما قول زهير:

* أقوين من حجج و من دهر* [232]

 

 

 

فالرواية الصحيحة «مذ حجج و مذ دهر» و لئن سلمنا ما رويتموه «من حجج و من دهر» فالتقدير فيه أيضا: من مرّ حجج و من مرّ دهر، كما تقول: مرّت عليه السنون، و مرّت عليه الدهور، فحذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامه كما بيّنا في الآية، و قيل: إنّ «من» هاهنا زائدة، و هو قول أبي الحسن الأخفش؛ فإنه يجوز أن تزاد في الإيجاب، كما يجوز أن تزاد في النفي، و يحتج بقوله تعالى:

يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ‌ [نوح: 4] أي يغفر لكم ذنوبكم، و بقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ‌ [النور: 30] أي يغضوا أبصارهم، و يحتج أيضا بقول الشاعر:

ألا حيّ ندماني عمير بن عامر

 

إذا ما تلاقينا من اليوم أو غدا [210]

 

أراد اليوم أو غدا، فكذلك هاهنا: التقدير في قوله «من حجج و من دهر» أي حججا و دهرا، فدلّ على فساد ما ذهبوا إليه، و اللّه أعلم.

- قول حسان بن ثابت:

قبيلة ألأم الأحياء أكرمها

 

و أغدر الناس بالجيران وافيها

 

أراد أن يقول: أكرمها ألأم الأحياء، و وافيها أغدر الناس، فقلب، أو قدم و أخر، و نظيرهما البيت المشهور و قد ينسب إلى الفرزدق:

بنونا بنو أبنائنا، و بناتنا

 

بنوهن أبناء الرجال الأباعد

 

فقد أراد أن يقول: بنو أبنائنا بنونا، أي مثلهم، فقلب، أو قدم و أخر، و قد أطلنا عليك في الاستشهاد لهذا الموضوع فعه و لا تنسه.

اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست